الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1613 14 شوال 1445 هـ - الموافق 23 نيسان 2024 م

غزوةُ أُحد يومُ بلاءٍ وتمحيص

خيرُ القلوبِللحرّيّة قيودٌ من القِيَممراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
حسن الظن بالله
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

إن النية الحسنة وحسن الظن بالآخرين ؛ بالخالق أو المخلوق لهو من أفضل حالات الاطمئنان والاستقرار النفسي للشخص نفسه وربط العلاقة القوية بينه وبين الطرف الآخر في جميع الميادين.

ويمكن أن يقسم الحديث لأول وهلة إلى قسمين:
1-حسن الظن بالله سبحانه.
2-حسن الظن بالآخرين من أبناء البشر.

أما الحديث عن حسن الظن بالله:
فقد أكدت الشريعة الإسلامية في مختلف المجالات على أهمية هذا الموضوع بل وضرورته ومدى تأثير هذا المفهوم في حياة الإنسان نفسه وربطه بالله في الدنيا والآخرة، هذا من الناحية الإيجابية.
وبالعكس من الناحية السلبية عندما يفقد هذا المفهوم ويحمل في ذهنه وقلبه سوء الظن فإن الأخطار العاجلة والآجلة تحدق به.

أهمية حسن الظن:
من خلال الروايات المتعددة المضامين نستكشف أهية حسن الظن بالله سبحانه في حياتنا اليومية وفي عقيدتنا الإسلامية:
1- فقد جاء في صحيحة بُرَيْد بن مُعَاوِيةَ العِجْلِي، عن أَبِي جَعْفَر الباقر عليه السلام (قالَ: وَجَدْنَا في كِتابِ عَلِيٍّ عليه السلام أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قالَ – وَهُوَ عَلَى مِنْبَرِهِ – وَالَّذِي لا إِلَهَ إلاّ هُوَ، ما أُعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله ورجائه له وحسن خُلقه والكف عن اغتياب المؤمنين ؛ والذي لا إله إلاّ هو، لا يعذب الله مؤمناً بعد التوبة والاستغفار إلا بسوء ظنه بالله وتقصيره من رجائه وسوء خُلقه واغتيابه للمؤمنين لأن الله كريم بيده الخيرات، يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه، فأحسنوا الظن وارغبوا إليه)[1].

2- وجاء في صحيحة محمد بن إسماعيل بن بَزِيْع، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: (أحْسِنِ الظَّنَّ باللهِ، فإنّ اللهَ عزَّ وَجَلَّ يقول: أنا عند ظَنِّ عَبْدِيَ المُؤْمِنِ بي، إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً)[2].

من هذا نخلص إلى أن حسن الظن بالله سبحانه له نتائج مهمة جداً في حياة الإنسان ومستقبله وسعادته الواقعية وذلك:
1- أن حسن الظن بالله عز وجل سبب من أسباب النجاح في هذه الحياة وكسب الخيرات بمعناها الواقعي والتي سوف تنكشف في المستقبل للعبد أنها هي الخيرات وإن لم تكن مهمة عنده في المرحلة الآنية، فقد يكون من مصلحته أن يحوز وسيتولي على بعض المكاسب الدنيوية، ويكون سببه حسن الظن بالله، وقد يكون من مصلحته عدم ذلك ويحوز على المكاسب الأخروية فقط، وقد تكون مصلحته فيهما معاً فبحسن ظنه بالله سبحانه يتحصل عليهما معاً.

2- إن الله سبحانه أكرم الكرماء وهو أرحم الراحمين وقد أمر بالتوبة والاستغفار والدعاء وأعطى للعبد وعداً أنه إذا تابع مع شرائط التوبة فسوف يتوب عليه وإذا استغفر ودعى مع احتمال شرائط الإستغفار والدعاء فسوف يتقبل منه ذلك.
والناس يمكن أن يقسموا إلى فئات:
أ) أن يأتي بهذه الأعمال ويحمل في قرارة نفسه حسن الظن بالله من أن الله سيتوب عليه ويستجيب دعاءه وعند الاستغفار سيغفر ذنوبه. وهذا هو حسن الظن بالله.

ب) أن يأتي بهذه الأعمال أو غيرها وهو يظن أن الله لا يقبلها منه جزماً فذلك قنوط من رحمة الله وهذه كبيرة من الكبائر.

ج) أن يأتي بها مع الإصرار على التفريط بها كالظن بالمغفرة مع الإصرار على المعصية وظن الثواب مع ترك العمل فهذا غرور وجهل يؤدي إلى بعض المذاهب الفاسدة كالمرجئة.
ولعل الفئة الخيرة هي الأكثر من حيث العدد.

معنى حسن الظن بالله:
يظهر لنا من التقسيم الثلاثي المتقدم أن القسم الأول هو الذي يحسن الظن بالله سبحانه ويشرح لنا معنى حسن الظن بالله عند ملاحظة الأمور التالية:

1- أن رجاءه منحصر بالله:
فعن الإمام الصادق عليه السلام أنه كان يقول: (حُسْنُ الظَّنّ باللهِ أن لا ترجوَ إلاّ اللهَ ولا تخَافَ إلاّ ذْبَكَ)[3].
ان الإنسان يقطع أطماعه ورغباته عن الآخرين وينحصر رجاءه بالله سبحانه فهو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، ويجعل ذنبه أمامه ويخاف من خطر ذنوبه.

2- الخوف من الله:
فقد جاء في نهج البلاغة عن الإمام علي عليه السلام قوله: (إن استطعتم أن يشتد خوفكم من الله، وأنه يحسن ظنكم به، فاجمعوا بينهما فإن العبد إنما يكون حسن ظنه بربه على قدر خوفه من ربه، وإن أحسن الناس ظناً بالله أشدهم خوفاً لله)[4].

3­ أن حسن الظن بالله هو حسن العبادة:
فإن من يحسن عبادته ويعتني بها فقد أحسن الظن بالله.
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله: (حسن الظن بالله من عبادة الله)[5].

نتائج حسن الظن بالله:
1­ تقدم أن من نتائج حسن الظن بالله أن يحوز على خير الدنيا والآخرة ويتحصل على السعادة الأبدية ٬ وهذا ما يسعى إليه الإنسان في الدنيا والآخرة.

2­ حصول الجنة: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله: (لا يموتّن أحدكم حتى يحسن ظنه بالله عز وجل ؛ فإن حسن الظن بالله عز وجل ثمن الجنة)[6].
وعن الإمام علي عليه السلام: (من حسن ظنه بالله فاز بالجنة ٬ من حسن ظنه بالدنيا تمكنت منه المحنة)[7].

الشيخ حسين الراضي


[1] الكافي ج2 حديث 1606.
[2] الكافي ج2 حديث 1607.
[3] الكافي ج2 حديث 1608.
[4] ميزان الحكمة 11591 عن نهج البلاغة.
[5] ميزان الحكمة 11584.
[6] ميزان الحكمة 11582.
[7] ميزان الحكمة 11583.

18-02-2016 | 14-59 د | 1601 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net