الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
مكانة الإنسان في نظام العلاقات الاجتماعية
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

يمثّل نظام العلاقات الاجتماعية العامة أحد الأركان الأساسية والدعائم المهمة التي يقوم عليها المجتمع الإنساني في النظرية الإسلامية.

ونريد بنظام العلاقات الاجتماعية مجموعة الحدود والموازين والضوابط التي يعبّر الإنسان من خلالها عن فهمه للحياة الاجتماعية الإنسانية، ومسؤوليته التضامنية تجاه الجماعة وتكاملها. وبذلك يمثل نظام العلاقات الاجتماعية القاعدة الأساس التي يُمكن أن تستقر عليها سائر الأنظمة التي تتولّد من العقود والالتزامات الخاصّة؛ كالزواج والعقود التجارية ونحوهما.

ثم إنّ النظام الاجتماعي يعبّر عن رؤية أخلاقية للسلوك الاجتماعي، وفهم عقائدي للكون والحياة والانسان والمبدأ والمعاد، ولعلّ هذا هو الذي يفسّر لنا تناول هذا الجانب من النظام في بحث الأخلاق والمصنّفات الأخلاقية.

هذا وقد جعل الإسلام «الإيمان» إطاراً للعلاقة الاجتماعية بين المسلمين، لكنه لم يغفل، في الوقت نفسه، الجانب الإنساني العامّ في هذه العلاقة، أي علاقة الإنسان بنظيره الإنسان الآخر، وهو قد أخذها بنظر الاعتبار في مجمل تصوّره النظريّ؛ كما يُمكن أن يُفهم ذلك من قول أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام في عهده لمالك الأشتر: «وأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ، والْمَحَبَّةَ لَهُمْ، واللُّطْفَ بِهِمْ، ولَا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ، فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ: إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ».

وهذا أمرٌ واضح من خلال ما ورد من الحثّ على حُسن الخلُق مع الناس جميعاً، ما يعني أنّ الأصل هو الاحتفاظ بالعلاقة الاجتماعيّة على المستوى الإنساني ما لم تطرأ أوضاع استثنائيّة تفرض موقفاً آخر كالبراءة أو القطيعة.

ويؤكّد ذلك موقف الإسلام من الكفّار، حيث فصل القرآن الكريم في العلاقة العامّة بين الكفّار الأعداء الذين يتّخذون موقفاً سياسياً أو عسكرياً عدوانياً ضدّ المسلمين، وبين الكفّار العاديّين الذين لا موقف عدائياً لهم؛ حيث نهى القرآن عن ولاء القِسم الأوّل ومودّته، وأجاز البرّ والقسط للقسم الثاني بقوله عزّ وجلّ: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ الممتحنة:8-9.

ويشير إلى ذلك أيضاً ما ورد من تأكيد أهميّة الدعوة إلى الله تعالى بالأسلوب الذي يتّسم بالعقلانية والمحافظة على العلاقة الإنسانية الاجتماعية العامة، من خلال الحكمة والموعظة الحسنة مع الكفّار، أو الآخرين من غير المسلمين، أو الناس عامة من دون فرق بين المسلم وغيره.

وكذلك ما ورد في القرآن الكريم والحديث الشريف من النهي عن سبّ الكفّار، وذلك من أجل تجنّب التصعيد وتشديد الموقف السلبي من قِبلهم، حيث إنّهم سوف يردّون السبّ بمثله بطبيعة الحال.

وعندما يضع الإسلام «الأخوّة» بوصفها محتوىً لطبيعة العلاقة الاجتماعية في المجتمع الإسلامي، يريد من ذلك أن يضعها من حيث محتواها الإنساني إلى صفّ علاقة الأخوّة النسبيّة التي يمتزج فيها الولاء والنصرة والحقوق الاجتماعية بالحبّ والودّ والمشاعر والعواطف الإنسانيّة.


الشهيد السيّد محمّد باقر الحكيم رحمه الله

21-01-2016 | 09-37 د | 1194 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net