الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
نية السوء
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

نية السوء

من المعلوم أنه لايترتب إثم ولاعقوبة على نية فعل المعصية مالم تُرتكب، فإذا ارتكبت المعصية كُتبت، فإذا تاب مرتكبها غُفرت له.

وقد نصَّت الكثير من الروايات على عدم مُساءلة الانسان على مجرَّد قصد إرتكاب المعصية مالم يتعقَّب ذلك إقترافها.

فمن ذلك مارواه الكليني بسنده عن زرارة عن أحدهما قال: إن الله تبارك وتعالى جعل لآدم في ذريته: مَن همَّ بحسنةٍ ولم يعملها كُتبت له حسنة ومَن هم بحسنةٍ وعملها كُتبت له بها عشراً، ومن همَّ بسيئةٍ ولم يعملها لم تُكتب عليه(1).
ومنها: ما رواه الكلينى بسنده عن أبي بصير عن عبد الله (ع) "وإن المؤمن ليهم بالسيئة أن يعملها فلا يعملها فلا تُكتب عليه"(2).

ومنها: مارواه الحسين بن سعيد في الزهد بسنده عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله (ع) قال: "إذا همَّ العبدُ بالسيئة لم تُكتب عليه، وإذا همَّ بحسنةٍ كُتبت له"(3).
فمثل هذه الروايات -وغيرها ممَّا لم نذكر- صريحة في عدم ترتُّب العقوبة على نيَّة المعصية وقصدها مالم يتعقَّب ذلك إرتكابها.

بعض آثار نية السوء

نعم يُكره للمؤمن أنْ ينوي المعصية فإنَّ ذلك من ضعف الايمان وسوءِ الخلق مع الله جلَّ وعلا، ثم إنَّ لقصد المعصية آثاراً سيئة على النفس كما انَّها تُوجب الحرمان من بعض المِنَح الالهية، لذلك حذَّرت الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) من نيَّة الذنب وإنْ لم يُرتكب.

فمن ذلك مارواه الصدوق بسنده عن الازدي عن إبي عبدالله (ع) قال: "إنَّ المؤمن لينوي الذنب فيُحرم رزقه"(4).

ومنها: مارواه الكلينى بسنده عن عبد الله بن موسى بن جعفر عن أبيه الامام موسى بن جعفر (ع) قال: سألتُه عن الملَكين هل يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن يفعله أو الحسنة؟ فقال: "ريح الكنيف وريح الطيب سواء؟"، قلتُ: لا، قال: "إنَّ العبد إذا هم بالحسنة خرج نفسه طيب الريح"، فقال: "صاحب اليمين لصاحب الشمال: قم فإنه قد هم بالحسنة فإذا فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده فأثبتها له، وإذا هم بالسيئة خرج نفسه منتن الريح فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين: قف فإنَّه قد همَّ بالسيئة فإذا هو فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده وأثبتها عليه"(5).

ومنها: ما ورد في المأثور انَّ عيسى بن مريم قال لبني إسرائيل: "يا بني إسرائيل زعمتم أن موسى نهاكم عن الزنا وصدقتم وأنا أنهاكم عنه وأُحدِّثكم أن مَثَل حديث النفس بالخطيئة كمثل الدخان في البيت الا تحرقه فإنَّه ينتن ريحه ويُغيِّر لونه ومثل القادح بالخشبة إلا يكسرها فإنَّه يعجرها ويُضعها"(6).

فنيَّةُ المعصية وانْ لم يترتَّب عليها إثمٌ وعقوبة إلا انَّ أثرها على النفس كأثر الدخان في البيت فإنَّه وإنْ لم يكن موجباً لإحتراقه وتلفه إلا انَّه مُنتجٌ لتغيير لون جدرانه وإسودادها، كما ينشأ عنه إنبعاث رائحة مُنتنة من فرُشه وأثاثه، وهكذا هي نسبة المعصية فإنَّ من آثارها -إذا ما استحكمت في النفس- خبثُ السريرة، وإذا لم تستحكم تكدَّرت كما تتكدَّر الزجاجة من أثر الدخان الأسود، فلا تكون النفس مع نيَّة المعصية صافية، وذلك ما ينشأ عنه الحرمان وضعف القدرة عن تلقِّي النفس لفيوضات الله جلَّ وعلا وبذلك تكون مرتعاً لهواجس الشيطان وتسويلاته.

الشيخ محمد صنقور - بتصرف


1- الكافي -الشيخ الكليني- ج 2 ص 428.
2- الكافي -الشيخ الكليني- ج 2 ص 428.
3- وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 1 ص 52.
4- - وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج 1 ص 58.
5- - الكافي -الشيخ الكليني- ج 2 ص 429.
6- - تاريخ مدينة دمشق -ابن عساكر- ج 47 ص 465.

24-11-2015 | 09-27 د | 1322 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net