الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
لا تفارق معسكر الحسين (عليه السلام)
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

باسمه تعالى

إن الإنسان ذا القلب الحي يشعر بعد عشرة محرم كأنه ولد من جديد وولادته هذه هي على يدي سيد الشهداء وفي مخيمه وفي ظلال رايته، ولّدته المجالس المباركة وهي ولادة حسينية، حيث يشعر وكأن دموعه على الحسين (عليه السلام) مطر تساقط من سماء الرحمة الإلهية على قلبه فغسل رين الذنوب وجلى عن صفحته غبار الغفلة ونظفه من أوساخ الآثام وسال من صفحتها إلى العمق ليكون البلسم الذي يشفي القلب من الأسقام.

أوليس: عن الإمام الرضا(عليه السلام): "فعلى مثل الحسين (عليه السلام) فليبك الباكون، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام".1

ولذا فإن من كان محرم وعاشوراؤه كذلك فإنه يكون كمن حمل قلبه إلى الحسين (عليه السلام) ليتداوى بدوائه الشافي المعافي، وهل يظن ذو يقين بعد أن وضع قلبه في رحاب الحسين (عليه السلام) أنه سيعود من عنده إلا وقد استشفى فشفي من أعظم الداء، وغدا متطهراً.

والأهم أنه بعد النقاء الذي تم من مجالس عاشوراء هو المحافظة على هذه النظافة وهذه الطهارة وهذا النقاء...

ذلك أن النفوس الزكية الطاهرة ذات القلوب النقية النيرة هي محال تنزل العناية والرعاية الإلهية؛ ومحل التجليات الربانية: ".. ما وسعني أرضي ولا وسمائي، ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن"2.

فبقدر ما تصبح القلوب طاهرة وتبقى على طهارتها يتواصل نزول العطايا والمواهب الإلهية لها.

ومن الشواهد على ذلك ما جاء عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): "من أخلص لله أربعين صباحاً ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه "3.
 
كيف نحافظ على النقاء والنورانية؟

ولكن السؤال: ما هي الخطوات التي بها نحافظ على نقاء نفوسنا وطهارة ونورانية قلوبنا؟

والجواب: أن هناك عدة أعمال وخطوات نذكر منها ما يلي:

1- عدم العودة إلى الذنوب:
إن عاشوراء مدرسة التوبة وقرين التائبين، ولا توبة ما لم يكن أحد أركانها بعد الندم ترك الذنب والعزم على عدم العودة إليه، فعلى الإنسان ليكون صادقاً مع نفسه ومع ربه في توبته أن يجاهد نفسه التي قد تحن إلى المعصية وتشتاقها، وليحمي نفسه عليه أن لا يراود الأماكن والمجالس، ولا يدخل في الأجواء التي تزين له المعاصي وتضعف عزمه وإرادته، ولينته خصوصاً من رفقة السوء.

والحقيقة التي يجب أن نحفرها في أعماق نفوسنا هي أن استدرار الحنان والرأفة الإلهية والعناية الربانية واستجلاب الألطاف الإلهية ليرعانا ويرعى قلوبنا ليست المصطلحات العرفانية إنما ترك معصيته تعالى، لأن ترك معصيته ابتعاد عن مواطن الغربة عنه ومتى ابتعدنا عن ديار الغربة عنه تعالى جذبنا الله إليه وكنا تحت رعايته وفي كنف عنايته.

وفي الحديث القدسي: "من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعا".4
 
2- الإقتصاد في الإقدام على الشهوات:
صحيح أن الله قد بين لنا الحلال من الحرام، وإنما نهانا عن الحرام وأباح لنا الحلال، لكنه تعالى إذ أحل لنا الطيبات من الرزق لم يرض لنا أن نستهلك قوانا، وأوقاتنا في الإمتلاء منها، بل نبهنا عبر أوليائه إلى ضرورة الإقتصاد في ذلك والعدل، فلا إفراط ولا تفريط ولذا فإنه تعالى كما جاء في الروايات كره لنا البطنة لأنها تذهب بالفطنة. والبطن الملآن من أبغض البطون فضلاً عن كونها تصيب صاحبها بالخمول فيتثاقل عن التفكر، وعن العمل، وعن العبادة.

ولذا ترى أمير المؤمنين (عليه السلام) يقدم النموذج في ذلك في أسلوب حياته الذي بينه لواليه على البصرة عثمان بن حنيف في كتاب أرسله إليه يقول فيه: "ألا وإن لكل مأموم إماماً يقتدى به ويستضيء بنور علمه. وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه..."5.
 
3- إنتبه للصلاة:
فالمتأسي بالحسين (عليه السلام) وأصحابه وأهل معسكره يرى نماذج، أولاً من يستغل ليلة العاشر لينقطع إلى ربه بالعبادة تهجداً ودعاءً وقراءة للقرآن ومنهم من كان رغم دوران رحى الحرب وأجواء القتل والقتال لم ينس مراقبة الشمس ليعرف مواقيت الصلاة خشية أن تفوته، فهذا أبو ثمامة الصائدي يقول للإمام الحسين (عليه السلام): "... يا أبا عبد الله! نفسي لنفسك الفداء، هؤلاء اقتربوا منك، ولا والله لا تقتل حتى أقتل دونك، وأحب أن ألقى الله ربي وقد صليت هذه الصلاة"6.

فالذي يريد الحفاظ على إرث عاشوراء في نفسه عليه أن يحافظ على علاقته بالصلاة كما حافظ الحسين (عليه السلام) وأصحابه عليها فلم تنسهم الشدة التي هم فيها أن يذكروا الصلاة ويحبوا أداءها ولم يعتبروا ذلك عذراً ليؤخروها عن وقتها.

فلنحافظ على الصلاة في أول وقتها تأسياً بأصحاب الحسين (عليه السلام) ولنراقب ذلك النموذج الآخر في معسكر الحسين (عليه السلام) الذي مثلته العقيلة زينب (عليها السلام) التي لم تترك صلاة الليل حتى ليلة الحادي عشر من المحرم فأدتها من جلوس لأنها كانت تنوء تحت ثقل المصاب فلم تقدر قدماها على حملها، وصلاة زينب (عليها السلام) كانت من القيمة بحيث يوصيها سيد الشهداء أن لا تنسى ذكره فيها.

وهذا درس آخر في العلاقة مع الصلاة وهو أن نحاول أداء بعض النوافل خصوصاً صلاة الليل ونحاول أن تكون على أحسن وجه، من الخشوع والإنقطاع إلى الله.
 
خاتمة: لا تأخذ الدنيا جملاً

إن من وفق لإحياء ذكرى عاشوراء كما يليق بها أن تحيا، بالقلوب قبل الأجساد فقد استمد من عاشوراء الحياة لقلبه، ونحن ندعي أن الذي دعانا لإحيائها هو الله تعالى عبر نبيه وأهل بيته وهو تعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ.7

فعاشوراء مملوءة حياة ولذا كانت خالدة وستبقى كذلك بضمان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لبقاء حرارة قتل الحسين (عليه السلام) في القلوب المؤمنة. فبإحياء القلوب لعاشوراء تستمد الحياة... ويصبح الذي أحياها من ذوي القلوب...

فمن كان كذلك أدخل قلبه مخيم الحسين (عليه السلام) فعليه أن يحافظ على بقائه في معسكره ولا يغادره فيتخذ ظلمة الدنيا وشهواتها جملاً يمتطيه قلبه فيتغرب به عن سيد الشهداء (عليه السلام).

فاعقر الجمل ليبقى قلبك في كنف الحسين (عليه السلام).


1- وسائل الشيعة (آل البيت)-الحر العاملي-ج14، ص504.
2-  الوافي-الفيض الكاشاني-ج11،ص536.
3-  الوافي-الفيض الكاشاني-ج1،ص10.
4-  بحار الأنوار، العلامة المجلسي،ج3.
5- بحار الأنوار، العلامة المجلسي،ج33-ص474.
6- بحار الأنوار، العلامة المجلسي،ج45-ص21.
7-  سورة الأنفال - الآية - 24

30-10-2015 | 12-51 د | 1297 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net