الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
لا تفرِّط ببركات شهر رمضان
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

مقدمة:
إنّ شهر رمضان شهر الله وشهر البركة وممّا لا شكّ فيه أنّ الكثيرين من الناس ممن صامه وعمل شيئًا من أعماله العبادية والاجتماعية قد حصل شيئًا من بركات الصوم الجسدية أو الاجتماعية أو النفسية أو الروحية أو غير ذلك، إلاّ أنّه ثمّة مشكلة أو هي بحقّ آفة وهي أنّ بعضنا لا يلبث بعد الشهر الشريف أن يعود إلى السوء الذي كان فيه قبل شهر رمضان، ويتراجع روحيًا وأخلاقيًا ويعود إلى سيرته في تعامله مع الناس.

ومن صور ذلك:

1- التراجع المعرفيّ والعلمي:
حيث قد يكون البعض منا في الشهر الشريف قد جعل من ضمن برامجه أن يمارس القراءة للتزود بالعلم النافع؛ أو في الحضور في المحافل والمساجد التي تقام فيها أنشطة تثقيفية؛ ومع أنّ الإسلام ومن خلال نصوصه يدعو إلى عدم التفريط بالمعارف التي يحققها الإنسان بل يدعوه إلى تثميرها وزيادتها والحفاظ على المكاسب من العلوم. فإنّ الكثيرين يعودون بعد دخول شهر شوال إلى سيرتهم القديمة حيث يفتقدون من مجالس العلم والثقافة وتخلو مقاعدها منهم.

2- التراجع الأخلاقي:
فقد يسعى الكثيرون من الصائمين إلى العمل على تحسين خلقه امتثالاً لما جاء عن رسول الله (ص) في خطبته في استقبال شهر رمضان وهو قوله: "ومن حسّن منكم خلقه في هذا الشهر كان له جواز على الصراط".
حيث يبدأ بعد شهر رمضان ينزف من أخلاقه الحسنة التي حصلها في شهر رمضان ليعود كما كان قبله بل ربما أسوأ فيعود إلى الغيبة والنميمة وسوء الظن بالناس وغير ذلك وقد يكون بسبب عمله العبادي والأخلاقي قد حصل شيئًا من صفة الرحمة لكن مع الإهمال يجف ماء الرحمة من قلبه ليعود إلى القسوة.

3- التراجع السلوكي والروحي
فقد يحصل أن يحسن الإنسان علاقته بالمسجد والصلاة وكتاب الله والعلماء... لكنه بعد العيد يعود ليكتب عند الله في صحيفة الغافلين الذي تشتكي منهم المساجد والمصاحف لهجرانه لها بل قد يكون محل شكوى النبي: " يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا " . ويهجر مصلاه في الليل فلا صلاة ليل ولا مناجاة ولا دعاء بل أكثر ما يبقى له هو أداء الصلاة... وبعد أن يكون محافظا على أداء الفروض في أوائل أوقاتها يصبح من المسوفين فيؤخر الصلوات عن وقت الفضيلة.

4- التراجع الاجتماعي
فقد يكون الإنسان في شهر رمضان قد نمى علاقته بأرحامه فوصلهم وكذلك قد يكون الشهر الشريف قد أتاح له من خلال ارتياد المساجد التعرف على صداقات مع أشخاص جيدين، فبدل أن يعمل على الحفاظ على هذه الصداقات الجيدة والمفيدة ويعمل على تطويرها يهملها ويتركها ويفرط فيها مع أنه قد ورد في الرواية عن الرسول (ص): "إن الله تعالى يحب حفظ الود القديم" .

وكذلك ورد عن أمير المؤمنين (ع): "من كرم المرء... حفظه قديم إخوانه" .

خاتمة:
عن الإمام الباقر (ع): "الإبقاء على العمل أشدّ من العمل" .

على ضوء هذه الرواية وما تقدّم من كلام نخلص إلى القول، إنّ علينا بعد أن بذلنا تلك الجهود وكابدنا تلك المتاعب والمشاق وتحملناها فحصلنا ما حصلناه من مكاسب على الصعد المذكورة من أخلاق وسلوك وعلى الصعيد الاجتماعي والروحي وحتى الصحي يجب علينا أن نفعل ما حصلنا عليه لنزيده كماً وكيفًا ولنراكمه ونزيد منه علنا بمن الله وجوده نوافي شهر رمضان القابل من حيث أنهينا رمضان الغائب على الأقل؛ وعلينا لأجل ذلك أن نطرد الملل والكسل وأن لا نطيع التواني وعلينا الحفاظ على الهمة العالية التي هي مركبنا إلى المعالي والحمد لله رب العالمين.

24-07-2015 | 18-19 د | 1616 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net