الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الحوار الحقيقي بين المذاهب والاديان
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم

الباحث في الأديان تنتابه وتعتوره نزعة للوحدة، وكذلك تنتابه نزعة خلافيّة بين هذا الدين وذاك.

وهنا أيضاً نؤكّد على التوازن بين هاتين النزعتين عند الباحث، فإذا غلبت نزعة الوحدة، فإنّها ستحاول إلغاء معالم هذا الدين وذاك، وستتنكّر لنقاط الخلاف، إذن الإفراط في نقاط الاتفاق يعمي عن نقاط الاختلاف، وإذا غلبت نزعة الفرقة ربما اتهمت الدين الآخر بما ليس فيه من أجل إسقاطه وتوهينه، ويكون الإفراط في نقاط الاختلاف يعمي عن نقاط الاتفاق أيضاً.

وما قلناه في الخلاف بين الأديان نقوله في التقريب بين المذاهب. ونحن لسنا بصدد رفض حوار الأديان أو تقريب المذاهب، ولكن يجب أن يكون هذا الحوار وهذا التقريب مبنيّاً على حالة التوازن والموضوعية، فالتعدّد في الآراء والقناعات والمسائل العقلية والعقائدية، وفي مقابل هذا التعدّد هناك نقاط مشتركة بين المذاهب والأديان، وكذلك على الصعيد الإنساني.

وغياب الحوار له آثار سلبية على البشرية، فعلى سبيل المثال: توتر العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في أكثر من بلد نتيجة وجود خلافات، وغياب حالة الحوار التي تحافظ على أرواح وأموال الناس من هاتين الديانتين.

يجب أن تكون نقاط الاتفاق حقيقية وواقعية لا مختلقة ولا مصطنعة
يجب أن لا نفتعل نقاط اشتراك وهي غير موجودة، وذلك لخلق حالة الحوار ; لأنّها ليست واقعية وحقيقية، فيكون الحوار قائماً على أساس هش، ومن الصعب الاستمرار على حوار قائم على أساس غير واقعي، ومن الأُمور الصحيحة أن نعترف بنقاط الاختلاف بصورة واقعية وجدّية، وأن نركّز على نقاط الاشتراك الواقعية والصحيحة لا المختلقة والمصطنعة، ونحن لا ننفي أنّ المجاملة في الحوار لها ثمرة طيّبة، وتعمل على إزالة أجواء التوتّر وإخماد الفتنة، وتخلق جوّاً من الود، ولكننا ندعوا أن يكون الحوار مبنيّاً على أُسس صحيحة.

يجب أن يعالج الحوار أسباب الفتنة
الحوار يجب أن يبحث عن أسباب الفتن وبؤر التوترات، فمثلا: ما يحدث من مجازر في پاكستان، ومن قبلها أفغانستان، وما يحدث من تقاتل بين المسلمين والمسيحيين، والكتب التي تكفّر المسلمين وتبيح دماءهم، ونحن لا ندعوا إلى الاصطدام بهؤلاء وتصفيتهم، وإنّما نركّز الجهود لمنعهم من هذه الأعمال وإيقافهم عند حدّهم، فهؤلاء يغضّون بصرهم عن الفسق والفساد المنتشر في الأسواق والمجمّعات والجامعات التي تعجّ وتضجّ بالسلوكيات الهابطة، ويثيرون الفتن حتّى في المناهج الدراسية التي تطعن الطائفة، وتعتبرها طائفة تمارس البدع، مع أنّ هذه الطائفة هي الأكثرية في هذا البلد، وهم الذين ساهموا بشكل فعّال، وبفضلهم حققت البحرين استقلالها من خلال التصويت على الاستقلال عن إيران في بداية السبعينيات من القرن الماضي الذي أقامته الأُمم المتحدة، فكيف تحتوي المناهج الدراسية في هذا البلد على طعن واضح يعتبر التوسّل بالأولياء بدعة، ولا يتم الالتفات إلى هذه المشكلة في أفغانستان بعد سقوط حكومة طالبان، الدستور يعترف بوجود مذهبين، المذهب الحنفي والمذهب الجعفري، مع أنّ الجعفريين يمثّلون الثلث، والأحناف يمثّلون الثلثين، ويدرّس المذهب الجعفري هناك إلى جانب المذهب الحنفي، فكيف بنا ونحن في البحرين ونحن أكثرية تطعننا المناهج الدراسية ولا تراعي مذهبنا، وحتى لولم نتكلّم باعتبارنا أكثرية، يجب على وزارة التربية والتعليم أن تحترم مذهبنا كما احترمت باقي المذاهب الإسلامية في البحرين، وأن لا تسمح للأقلام المدسوسة أن تنخر في الوحدة بين السنة والشيعة في البحرين، وخصوصاً أنّ البحرين احتضنت مؤخّراً مؤتمراً للتقريب بين المذاهب، وهذا السلوك في وزارة التربية والتعليم لا يناسب هذا التوجّه.

يجب أن يشمل الحوار جميع الطوائف في مؤتمرات التقريب
نلاحظ أنّ مؤتمرات التقريب تستبعد الإسماعيليين، مع أنَّ أعدادهم كبيرة جدّاً، وكذلك تستبعد طائفة العلويين، وهم يمثّلون ثلاثاً وعشرين مليوناً في تركيا، بل بعض المؤتمرات استبعدت حتى الفرقة الزيدية، والأكثر من ذلك استبعاد قيادات الفرقة الصوفية التي تمثّل عدداً هائلا جدّاً من إخواننا السنّة الذين ينتشرون في مصر وتونس والجزائر والسودان وأندونيسيا وماليزيا والهند، فلماذا هذا التغييب لطوائف عديدة من المسلمين؟! وهذا يكرّس الفرقة، ولا يكرّس الوحدة ; لأنّ هؤلاء المغيّبون يشعرون بأنّهم مستبعدون من الصف الإسلامي.


* آية الله الشيخ محمد سند - بتصرّف

16-06-2015 | 15-46 د | 2003 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net