الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
نِفَاقٌ وَشِقَاق
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

من الحِكَم الرائعة والدرر الجامعة في ميدان العلاقات بين البشر قول أمير المؤمنين(ع): "كثرة الوفاق نِفَاق، وكثرة الخِلاف شِقاق".

إن أكثر مفردات هذه الحكمة واضح المعنى إذ المتبادر من معنى الوفاق، الموافقة، وضدّه الخلاف والمقصود المخالفة، وأما الشقاق فقالوا:إنّ الشقاق هو الافتراق لأنه من شَقِّ العصا إذا قسمتها نصفين.والحكمة تشتمل على قضيتين بحكمين هما:
1- إن كثرة الموافقة لازمة من لوازم النفاق
2- إن كثرة الخلاف يلزم منها الشقاق والافتراق.


ويمكن لنا أن نقول في مقاربة الشقّ الأول والحكم الأول:بأنّ الآراء التي يتبناها الإنسان تتداخل في إنتاجها مجموعة من الأمور تشكل أجزاء علل لها،فجودة التصورات ورداءتها لها دخل في الآراء، وكذلك الحدس قوة وضعفاً، والتخيل من حيث الاستقامة والاعوجاج الذي تتدخل فيه الأمزجة ، أضف إلى المعلومات التي يملكها الإنسان إضافة إلى الأشخاص المؤثرين فيه وفي آرائه مع ما للثقافة والتربية من دور،ويمكن القول إنّ الناس نتيجة هذه العوامل وغيرها لا يكادون يتفقون إلا في البديهيات وضروريات الأحكام وقد يترقون إلى مرتبة الاتفاق على القضايا والأمور التي لها أدلة وبراهين قاطعة عليها.

وطبعا نحن لا ندعي وصول درجة الاختلاف في الآراء إلى درجة التناقض أو التضاد دائماً ولكن نقول انه لا بدَّ غالباً من الاختلاف وانْ بدرجاتٍ قليلة،وعليه فمن تكثر موافقاته لما يُقال أمامه وكذلك في حالات استشارته يورث الشك في صدقية موافقاته بل يصبح محل اتهام بأنه لا يعتقد حقيقة بما يقول وعليه فهذا نفاق خرج به عن العرف.

وأما الحكم الثاني وهو كون كثرة الخلاف سبباً للشِّقاق فذلك لأنّ الخلاف بطبيعته يمسّ مشاعر الإنسان بِمَالَهُ من لازم ٍوهو وَسْمُ الرأي بالضعف وعدم الجودة وعدم الجود وعدم الصحة،وهذا إن لم يُثِرْ أو يحرّك شيئاً ما غضبَ الإنسان فانه مع تكرره وبكثرة سيؤدي إما إلى العداوة والبغضاء وتنافر الطباع، ومن لوازم ذلك حينئذ الافتراق والتباعد.أو لعدم وثوق طالب الرأي والمستنصح برأي المخالف، إذ قد يصبح عنده مُتهماً بصدوره من خلفية سقيمة بالبغض والحسد والعداوة،ومما لا شك فيه إن هذا يؤجج في نفسه شهوة الانتقام ويغلق باب سمعه والفهم والاستفهام.

وعليه فالإمام علي (ع) يطلب منا أن نلزم الجادّة الوسطى بين الطريقين فالإفراط في إظهار المخالفة قد يؤدي إلى القطيعة،. والتفريط بالآراء بمعنى عدم إظهارها لمخالفتها للآخرين من مصاديق النفاق،وإذا كان الحكمان معلّقان على الكثرة تارة من جهة الموافقة وأخرى من جهة المخالفة فهذا يعني ضرورة إعمال العقل وزنة الأمور بميزان الحكمة وعلينا أولا وأخراً بتقوى الله.

06-05-2015 | 12-33 د | 2545 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net