شعاعٌ من منهجه وتوجيهاته قدس سره

من مَفاخر الدين الإسلامي اهتمامه بالعلم، وحثّه عليه، واحترامه وتقديسه إلى هذه الدرجة العظيمة، ويرى الشيخ بهجت قدس سره طلبَ العلم الديني في عصرنا هذا واجباً لمن كان مُتمكّناً منه ولا يمنعه من ذلك مانع، ويرجّحه على ما سواه من الانشغالات،وقد حصل أنْ راجعه البعض طالباً منه الاستخارة على ترك طلب العلم فرفض الشيخ أن يستخير له مُعلّلاً بأنَّ طلب العلم واجب،والواجب لا يُستخار على تركه أو فعله وإنما تكون الاستخارة بين الأمرين المُباحين.

وينقل آية الله محمد تقي المصباح: إنَّ النصيحة التي يؤكد عليها لمن يراجعه هي مراعاة مسلّمات الشرع في الدرجة الأولى والاهتمام بها،وله في ذلك استدلال لطيف مضمونه: أنَّ الله تعالى عندما يريد ان يهدي عباده إلى طريق السعادة فهل يؤكد ويركز على الأمور الأكثر تأثيراً في الوصول إلى السعادة أم على الأمور الأقل تأثيراً؟لا بدّ أنّ الله الحكيم يؤكد على الأهم والأكثر تأثيراً، وعليه فإذا أردنا ان نعرف ما هو الأهمّ والأكثر تأثيراً علينا أن نرجع إلى القران والنصوص الواردة فكل أمر اهتمَّ القران وأحاديث المعصومين وسيرتهم في بيانه أكثر كان تأثيره في التكامل والسعادة أكبر، ومن أهم هذه الأمور الاهتمام بالصلاة، حيث نجد أن للصلاة في مقدماتها وشرائطها وأجزائها الظاهرية والباطنية الموقع الأهم في القران والسنة، فأهمّ أمر يمكن ان ينتفع الإنسان في تحصيل سعادته هو الصلاة فيجب الاهتمام بها.وأحياناً كان قدس سره يقول من باب التندر:نحن وأمثالنا نتطلع في البحث عن التكامل إلى أمور لم يتحدث عنها الله ولا النبي ولا الإمام، نبحث عن أمر متوهمين ان طريق السعادة أمر لم يذكروه؟فهل يمكن ان يكون ثمة طريق للسعادة له تأثير كبير في ذلك وقد غفلوا عنه أو أهملوه؟ وهل يمكن ان يهتموا ويؤكدوا على أمر لا أهمية له؟!.

في مدرسة الشيخ بهجت