الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
تَواضُعٌ وَتَيْه
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "ما تواضع الأغنياء للفقراء طَلباً لِمَا عند اللّه، وأحسنُ منه تيه الفقراء على الأغنياء إتّكالاً على الله"1.

إن من أهم الأمور التي تناضل البشرية لتحقيقها في طول المسيرة الإنسانية إزالة الطبقية ومحو أسباب الإفتراق بين أبناء المجتمعات البشرية، ولا نحتاج إلى كثير جهد لنثبت أن الأديان السماوية وعلى رأسها الإسلام لم تشذّ عن ذلك بل حملت لواء المساواة والحثّ على ما يزيل الفوارق من أمور نفسية، فندبت إلى أخلاق مثل المساواة، وإلى بناء خلفيات شعورية مثل الأخوّة.

وفي هذا السياق تأتي هذه الحكمة لمعالجة المناشئ النفسية للتمايز بين شقيّ المجتمع، وهم الفقراء والأغنياء، فبالنسبة للأغنياء فإن غناهم يبعث على قسوة في قلوبهم وربما يُرديهم في وادٍ من وديان الهلاك الأبدي وهو التكبر، لذلك فثمة أمر عملي يشكّل وقاية من هذا المرض ويصلح ليكون علاجاً منه. وهو الممارسة العملية لما هو ضد التكبر ألا وهو التواضع وخصوصاً لمن يتلبس بصفة تضاد الصفة التي يمكن أن تكون مولدة للكبر.

إلا أن ثمة أمراً أهم وأفضل من ذلك وهو ترفع الفقراء تجاه الأغنياء إذ بهذا التصرف يكون الفقراء نزعوا مؤثرية ما به الإمتياز فلا يعود ثمة ما يغري في الأغنياء روح الكبر، ومن جهة ثانية فإن الأهم من تربية نفوس الأغنياء على التواضع وهو تربية نفوس الفقراء على العزة والإباء، فصحيح أنّ تواضع الأغنياء للفقراء صفة محمودة وجميلة وجذّابة، إلا أن تيه الفقراء على الأغنياء أفضل وأكمل لأنه كما ذكرنا يدل على الإباء والقناعة.

وما يجدر الإشارة إليه أن الإمام علي عليه السلام جعل شرطاً لكل من التصرفين لهما علاقة بالتوجه بهذين التصرفين إلى الله، فالتواضع شرطه أن يكون طلباً لما عند الله لا رغبة في مدح الناس، وتيه الفقراء شرطه أن يكون اتّكالاً على الله لا أن يكون صادراً مثلاً عن الحسد وغيره من الآفات.


1- نهج البلاغة 4/95.

05-09-2014 | 17-51 د | 1377 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net