الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
أَتْبِعْ السيئةَ الحسنة..
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

 ما دمنا في رحاب رجب، شهر الإستغفار، فيناسب أن نرد إلى معين الحكمة وموئلها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب  عليه السلام حيث نعثر على درة من درر النهج وهي قوله  عليه السلام: "عَجِبتُ لِمَن يَقنط ومعه الاستغفار"1.

إن من أعظم الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان اليأس بشكل عام، ومن أكبر الكبائر أخلاقياً اليأس من رحمة الله، وكذلك اليأس من روح الله، واليأس من الفرج الإلهي، ولما كان الإسلام دين يعنيه كثيراً بناء الأنفس وتكميلها بالفضائل وتهذيبها من الرذائل والموبقات، كان الإهتمام كثيراً بمواجهة آفتين مهلكتين هما: اليأس من رحمة الله، والأمن من مكر الله، والحكمة التي رصّعنا بها صدر هذه الصفحة يعبر فيها الإمام علي عليه السلام  عن تعجبه من وصول الإنسان إلى اليأس والقنوط من الرحمة الإلهية، وانقطاع الرجاء عنه تعالى وعن رحمته، والذي يَعني فيما يَعني أن يُصاب الإنسان فيما لو ارتكب ذنباً باليأس من عفو الله عنه وغفرانه له، أي قطعة عن الرحمة.

فاليأس من رحمة الله كبيرة موبقة إذا ما هَيمنت على الإنسان واستبدّت به، ووصل بؤس النفس الإنسانية إلى الوقوع في شباكها، فقد انسدَّ على الإنسان باب الأمل الذي يشكل الحافز للعمل، إذ لولا الأمل بطل العمل، وبالتالي فأقل ما يصل إليه من يقنط من رحمة الله أن يعزف عن العمل والجدّ والاجتهاد، وقد تنزلق قدماه باستدراج الشيطان إلى الإنكباب على فعل القبائح وركوب الفظائع.

وربما يكون قول الإمام علي  عليه السلام  "ومعه الإستغفار" إشارة إلى فتح الله تعالى بابَ التوبة والإستغفار، ولعل في ذلك إشارة إلى كل الآيات التي تحدثت عن الاستغفار، وإن قال بعض مفسري النهج أنه  عليه السلام  عنى بذلك قوله تعالى:
﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ2.

ولكن الأوفق كونه عليه السلام  يشير إلى المؤمِّن من عذاب الله مع وجود المقتضي أنه عنى قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ3.

ولكن ما لا بدَّ من الإشارة إليه هو أن الإسلام لا يريد منا فقط أن نستغفر، بل أن نخطو خطوات في الطريق الإيجابي بأن نضم إلى الاستغفار الأعمال الحسنة كما يشير إليه مضمون ما جاء عن الرسول  صلى الله عليه وآله وسلم:"واتبع السيئة الحسنة تمحها".

والحمد لله رب العالمين


1- نهج البلاغة 4/19.
2- سورة الزمر، الآية: 53.
3- سورة الأنفال، الآية: 33.
 

15-05-2014 | 16-34 د | 1505 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net