الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
سُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدانمراقباتالإستِعانَة بِالله عَزَّ وجَلّمراقباتإِنَّ مَعِيَ رَبِّيالصِّدِّيقَةُ الشَّهِيدَةُ
من نحن

 
 

 

التصنيفات
أقدم ولا تكن سلبياً
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

... ومن حكم الإمام علي بن أبي طالب قوله عليه السلام: "قُرنت الهَيْبَةُ بالخَيْبَةِ، والحياءُ بالحِرمان، والفرصة تمرُّ مرَّ السَحابِ فانتهزوا فُرص الخير".1

وهذه من الحِكم التي يجدر أن تجعل منهاج عمل العاملين لا سيما من يقوم بالتبليغ؛ وذلك يتبين مما يلي.

حيث وبالعود إلى اللغة يظهر أنه عليه السلام أراد بالهَيبة الخوفَ من المقابل، حيث يَحسب الإنسانُ عندما يريد الإقدامَ على عمل لِمَا سينتج عنه من آثار، وما سيجني منه من ثمار، وبمعنى آخر فإن عدم الثقة واليقين بتحصيل النتائج المرغوبة أو التخوّف من المُعوِّقات أو العقبات يجعل الإنسان متجمداً لا يبادر بل يحجم عن الإقدام على الأقوال والأعمال، وهذا يستلزم عدم قضاء الحوائج وعدم الظَفَرِ وكذلك فإن الحياء مقرون بالحِرمان لإستلزامه ترك الطلب، وفي ذلك تنفير منه عليه السلام عن الهيبة والحياء المذمومين لا الممدوحين.

لأن الحياء مما يخالف العقل والدين والكرامة والمروءة هو من الدين وخلق من أخلاق الأنبياء والأولياء، أما إذا كان مما هو مرغوب ومطلوب وحلال وفيه نفع للإنسان فإنه يكون عجزاً وخوفاً وخنوعاً واستكانة وهو من أخلاق الضعفاء ولنولي وجهنا شطر مهام التبليغ الديني لنستفيد ما يلي:

إن تهيب الإقدام على مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو الحياء من مواجهة حالات الإنحراف والتجلبب برداء الحياء باعتباره ممدوحاً هو من تلبيسات إبليس والنفس الأمارة.

فليس من آثار الحياء أن يقعد الإنسان عن مواجهة من يرتكب الآثام ويترك نهيه عن الذنب وكذلك ليس من الحياء الممدوح قعود الإنسان عن المطالبة بحق ثابت له أو لغيره وهو بحاجة إليه؛ كما أنه من أوضح الواضحات ليس من الحياء أن يترك الإنسان سؤال معلمه ومدرسه عما خفي عليه من المسائل ومن أقبح أنواع الهيبة والحياء ترك الإنسان القول الحق والرأي الصائب في مجلس يروج فيه للباطل مع العلم بالحق والصواب؛ وهذا يدعونا إلى أن نقدم على ما تطمئن له قلوبنا ولا نحجم خوفاً من قول الناس لأن هذا يجعلنا فاشلين سلبيين.

والحمد لله رب العالمين


1- نهج البلاغة، 6:4.

15-05-2014 | 16-18 د | 1456 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net