الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1089 - 08 جمادى الآخرة1435هـ الموافق 08نيسان2014م
أثر الاختلاط السلبي على الإنحراف الغرائزي عند الشباب

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع
1- مرحلة الشباب أمثل فرص الإصلاح.
2- الاختلاط أسبابه وآثاره.

الهدف:
بيان الآثار المدمّرة للاختلاط، لا سيّما على الشباب من خلال تأجيج الغرائز والتحفيز على ركوب الهوى.

تصدير:
قال تعالى: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ

مرحلة الشباب أمثل فرص الاصلاح

يقول الإمام الخميني قدس سره: "أنتم (أيها الشباب)، لا تَدَعوا قوة الشباب تذهب من أيديكم؛ فإنه بقدر ما تفتقدون قوة الشباب بقدر ما تزداد جذور الأخلاق الفاسدة في الإنسان، ويصبح جهاد النفس أكثر صعوبة.. فإذا صنعتم أنفسكم وزرعتم الفضائل الإنسانية في أنفسكم، فستكونون منتصرين في جميع المراحل... إحدى المكائد التي تكيدها نفس الإنسان للإنسان، ويقترحها الشيطان على الإنسان: دع إصلاح نفسك إلى آخر العمر، الآن استفد من الشباب، ثمّ تُب في آخر العمر"1.

وهذا تحذير نابع من خبرة الواقع الذي يسقط فيه جزء كبير من شريحة الشباب، بفعل هذه الغزوة التي يتعرّض لها مجتمعنا ثقافياً وإعلامياً. وكذلك، بفعل الاستجابة والانخراط الذي يبديه شبابنا. ولعلّ أسباب ذلك ومظاهره أكثر من أن تحصى؛ ولكنّ الاختلاط من دون شكّ واحد من أكبر أسباب هذا الانحراف؛ ولكنه أيضاً هو واحد من تجلّياته ومظاهره.

وقصدنا هنا، هو الاختلاط الذي يؤدّي إلى الانحراف والميوعة، وهو اختلاط محرّم.

الاختلاط وآثاره:

الاختلاط هو عبارة عن اجتماع أفراد من أجناس مختلفة (من الجنسين) في محلّ واحد. وهو بحدّ ذاته لا يمكن وصفه بالحسن ولا بالقبح، فهو بذاته ليس ممدوحاً ولا مذموماً. ولكن، نُهي عن الاختلاط الذي يجمع الأفراد الذين هم أجانب عن بعضهم إذا لم يكن له مقتضٍ عقلائي أو شرعي. ولكنّ الاختلاط أحياناً قد يحصل بفعل غير مدبّر، وبشكل عفوي أيضاً.

أ ـ أسباب الاختلاط:
من المعلوم أنّ أسباب الاختلاط، بحسب التجربة الواقعية، ذو أسباب مختلفة؛ ولكن، من أهمّ أسبابه:

1- العلاقات الاجتماعية: وهو الذي يحصل بسبب التجاور وتبادل الزيارات، وذلك بعد كثرة اللقاءات التي تحصل بالمصادفة والاحتكاك المتكرّر، الذي قد يكون مدبّراً ومبرّراً، وقد يكون بمحض الصدقة، وقد لا يكون مبرّراً.

وقد تحصل صداقات بين الأفراد؛ ومن أجل تقوية الروابط والعلاقات، فإنه يُعمد إلى كثرة تدبيرها في المنازل أو في غيرها. وقد يكون هناك أفراد من الجنسين، وهذا قلّما تراعى فيه الضوابط والحدود الشرعية.

2- العلاقات بالقرابة: وهو ما يحصل بين الأقارب من الأرحام وغيرهم، أو ما يستجدّ من العلاقات بالمصاهرة، فإنه أيضاً تجري محاولات من قبل طرفي المصاهرة إلى توثيق الأواصر، وتقوية الروابط. وكذلك، بالنسبة إلى الأرحام والأقارب، يحصل الكثير من التواصل بسبب الأنس والاعتياد، أو تحت عناوين شرعية كصلة الرحم التي لا يجوز قطعها، وحقّ القرابة وغيرها.

3- الزمالة في العمل: وهذا يؤدّي بطبيعته إلى كثرة المناسبات التي يقتضيها العمل وطبيعته، وبالتالي، فإنّ العلاقة تتطوّر مع الوقت، وقد تقضي إلى تقدّم في العلاقة وتوسّع، لتصل إلى خارج إطار العمل.

4- الزمالة العلمية:
وهو عندما يكون الطلاّب من الجنسين في صفوف أو مدارس أو جامعات أو معاهد مختلطة، سواء فيما يتعلّق بالطلاّب فيما بينهم، أو بين بعض الطلاّب والهيئات التعليمية، وهذا نجد نظيره أكثر في الجامعات والمراحل العلمية المتقدّمة. وهذا الأخير، ممّا تتوسّع فيه العلاقات بشكل مؤثّر جداً.

5- أسباب أخرى للاختلاط:
والاختلاط الذي يحصل بسبب ارتياد الأماكن العامّة، كالحدائق العامّة، والمتنزّهات، ومحطّات السفر، ووسائل التنقّل، لا سيما في الأسفار الطويلة، وكذلك في الأسواق وما شابه ذلك.

ولكن، من أشدّ عوامل الاختلاط تأثيراً، هي تلك التي تنشأ من وراء السعي لتكوين العلاقات وتدبيرها، وذلك من خلال الهواتف ووسائل الاتصال والواتس آب، وغيرها من الانترنت وما يتفرّع عنه. فإنها تدفع باتجاه تطوير العلاقات في كثير من حالاتها.

وغالباً ما تكون دوافعها غير صافية، مما يجعل آثارها غير محمودة.

ب ـ آثار الاختلاط:
لن أتحدّث عن جميع آثار الاختلاط، وإنما سوف أقتصر على الآثار السلبية، وأحياناً المدمّرة، للاختلاط؛ ولا سيّما تلك التي تصيب مجتمعاتنا على نحو الخصوص.

1- النظر:
إنّ أدنى ما يصيب في الاختلاط هو النظر، وهو ممّا لا فكاك عنه عند تلاقي أفراد الجنسين. وقد بيّنت الروايات ما للنظر من أثر على المرء. قال تعالى: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ2 قال في مجمع البيان "أي خيانتها، وهي سارقة النظر إلى ما لا يحلّ النظر إليه"3.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "العيون مصائد الشيطان"4.

وعن عيسى بن مريم عليهما السلام: "إيّاكم والنظر إلى المحذورات، فإنها بذر الشهوات ونبات الفسق"5.

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إيّاكم وفضول النظر، فإنه يبذر الهوى، ويولّد الغفلة"6.

وعن علي عليه السلام: "اللحظ رائد الفتن" و"العين رائد الفتن"7.

وعن الصادق عليه السلام: "كم من نظرة أورثت حسرة طويلة"8.

وفي ذلك إشارة إلى التفاعل النفسي وما ينتج عنه من تداعيات في الدنيا، وكذلك حسرة الآخرة.

2- ما بعد النظرة: قال الشاعر: نظرةٌ، فابتسامةٌ، فسلامٌ فكلامٌ، فموعدٌ، فلقاءٌ
إنّ النظر يستدعي، غالباً، تفاعلاً في النظرات، ممّا يؤدّي إلى التواصل، ثمّ التحادث والتحاور، ثمّ إبرام المواعيد، التي توصل بدورها إلى أكثر من ذلك. وكلّ ذلك ممّا يؤجّج الحسّ الغريزي عند الطرفين؛ لا سيما إذا نظرنا إلى الإعلام المبتذل المهيمن على كافة الوسائل، والذي يصل إلى كلّ فرد بأيسر الطرق والوسائل. وهذا يفضي بدوره إلى انهدام أعظم أسوار النفس والمناعة عن الحرام وهو الحياء. فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: "الحياء يصدّ عن فعل القبيح"9.

وعنه عليه السلام: "الحياء غضّ الطرف"10.

والحياء داخل في آثار الإيمان. فعن الصادق عليه السلام: "لا إيمان لمن لا حياء له"11. بل هو مظهر الدين. فعن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام: "لا حياء لمن لا دين له"12.

ومَنْ فقد الحياء، انهدم عنده آخر أسوار النفس وانعدمت حصانتها، وذلك هو العفّة. عن أمير المؤمنين عليه السلام: "على قدر الحياء تكون العفّة" و"أصل المروءة الحياء، وثمرتها العفّة"13.

وإذا انهدم العفاف انعدم الورع وهجمت الغريزة بصاحبها على الحرام وقد امتدحت الروايات العفاف. فعن علي عليه السلام: "ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجراً ممّن قدر فعفّ، لكاد العفيف أن يكون ملكاً من الملائكة"14.

وعنه عليه السلام: "العفاف يصون النفس، وينزهها عن الدنيا"15.

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أكثر ما تلج به أمّتي النار الأجوفان البطن والفرج"16.

وعن الباقر عليه السلام: "ما عُبدَ الله بشيء أفضل من عفّة بطن وفرج"17.


1- صحيفة النور، ج7، ص211.
2- سورة المؤمن، الآية: 19.
3- مجمع البيان للطبرسي، ج8، ص807.
4- غرر الحكم للآمدي، حكمة 950.
5- بحار الأنوار، للمجلسين ج104، ص42، ح52.
6- البحار، ج72، ص199، ح29.
7- غرر الحكم، حكمة 1047، وحكمة 366.
8- الكافي للكليني، ج5، ص599، ح12.
9- غرر الحكم، ح1393.
10- ن.م، الحكمة 462.
11- الكافي، ج2، ص106، ح5.
12- البحار، ج78، ص111، ح6.
13- غرر الحكم، ح6181، وح3101.
14- نهج البلاغة، للشريف الرضي، الحكمة 474.
15- غرر الحكم، الحكمة 35.
16- الكافي، ج2، ص79، ح5.
17- تنبيه الخواطر من مجموعة الأمير ورّام، ج2، ص30.

06-05-2014 | 12-45 د | 3112 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net