الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب العدد 1080 - 04 ربيع الثاني 1435هـ الموافق 04 شباط 2014م
علاج مشكلة الفراغ وتحفيز المطالعة والمعرفة العامة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع
1.     أسباب مشكلة الفراغ وآثارها في المجتمع
2.     المطالعة والعلاقة بالكتاب حل لمشكلة الفراغ

الهدف:
أهمية المطالعة وأثرها الإيجابي على الفرد والمجتمع،والقضاء على الفراغ بكل سلبياته وآثاره السيئة.

تصدير:
﴿إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
1

مقدمة

تتجلى أزمة الفراغ الذي باتت معالمه تظهر وتمتد وتتوسّع يوماً بعد يوم في حياتنا العامة فردياً وجماعياً، من خلال فقد الإنسان الانسجام مع ذاته وضعف المصالحة مع قيمه، فالكثير من الدول تضع مسألة تنظيم وقت الفراغ واستغلاله في أولويات برامجها الثقافية والسياسية والاجتماعية، وهي تسعى إلى توفير البرامج الضرورية لاستغلال أوقات الفراغ عند الشباب والشرائح الاجتماعية المختلفة بما ينعكس إيجابياً على مستويات الحياة الاقتصادية والفكرية والاجتماعية.

أسباب مشكلة الفراغ في المجتمع وآثارها

رُصد لمشكلة الفراغ وما ينتج عنها من آثار العديدُ من الأسباب والآثار أهمها:

1- عدم الفهم الحقيقي للدين:
يعيش الكثير من المسلمين الإسلام كحالة طقوسية يمارسونها يومياً عبادات شكلية تغيب عنها عوامل الوعي والروحية، أي يعيشون الدين كمجرد طقس روحي يحلّق في عالم الخيال البعيد عن الواقع الحياتي المعاش، بما يجعله فاقداً للعلاقة والتفاعل الايجابي مع واقع الحياة والمجتمع. هذاما أدّى إلى تعميق هذا التصوّر الخاطئ عن الإسلام، ووجود تيارات سياسية وثقافية بعيدة –في وعيها – عن حضارة وثقافة ورسالة هذه الأمة، قامت بإبعاد قطاعات المجتمع الشابة عن الإسلام الحركي الاجتماعي، ما ولّدَ أزمات كثيرةً على رأسها مشكلة الفراغ وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع. هذا مع العلم أنّ الدين الإسلامي يمازج بين العقيدة والعمل. ﴿إِلاَ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ2 ، فالقاعدة المستفادة من هذه الآيات وغيرها هي: عدم وجود إيمان بلا عمل والعمل يجب أن يكون صالحاً، منسجماً مع الشريعة المقدّسة.

2- أسباب تربوية نفسية:
لقد ساهم عدم اكتراثنا بأهمية السياسة التربوية الإسلامية السليمة - في داخل بيوتنا ومجتمعنا الديني- في تهيئة التربة الملائمة لنمو بذور الفراغ النفسي والعقائدي في مجتمعاتنا الإسلامية. وحتى لو وجد أساليب تربوية تقليدية موروثة أو حديثة تعتمدها الأسر ومختلف الفئات الاجتماعية، فإننا نجد أن أغلب هذه الطرق خاطئة، خصوصاً في المسائل المتعلقة بأساليب تعليم الدين، وتثقيف الأبناء به، الذي يُقدّم غالباً بطريقة فجة وغير واقعية، لأنها تعتمد على طرق الزجر والردع والخوف والتخويف. ما يخلق في نفوس الناشئة والشباب ردة فعل سلبية تجاه الدين تؤثر سلباً على مستويات وعيهم، وانتمائهم الفكري الديني في المستقبل.

ولا يمكن أن نغض النظر عن دور ومسؤولية مواقع التعليم والتربية المتعددة الأخرى عندنا كالمدرسة والجامعة والمؤسسات والهيئات المجتمعية الأخرى.. لأن تلك المواقع - التي يفترض أن تعمل على تعميق الحس الديني الحضاري لدى أفراد المجتمع كافة.

والعلاج هنا يقوم على أمور نشير إلى أهمها:

البيئة المحيطة: البيئة هي المحيط الاجتماعي بما فيه من تقاليد وقيم وثقافات، مثل: البيئة العائلية، المدرسية، الاجتماعية، الجهادية، السياسية، التربوية والأصدقاء ومن نخالط. فالحياة الاجتماعية حياة تأثير وتأثّر، وكل إنسان يتأثر بمن حوله ويؤثّر فيهم. في المثل: قل لي من تعاشر أقل لك من أنت، أو أخبرني عن صديقك أخبرك عن نفسك.

ولقد اهتم الإسلام بالبيئة فحرص على إصلاحها وسلامتها من الأمراض الخُلقية والانحرافات الفكرية والعقائدية، وذلك من خلال برنامج متكامل أهم ما جاء فيه:

 - الحث على مجالسة العلماء، والابتعاد عن علماء السوء: عن الإمام علي عليه السلام: "خير من صاحبت ذوو العلم والحلم"3. وقال لقمان لابنه: "يا بني.. جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك"4.

 - تحديد نوع الأصدقاء: يقول الإمام علي عليه السلام مخاطباً ولده الإمام الحسن عليه السلام: يا بني... إياك ومصادقة الأحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، وإياك ومصادقة البخيل، فإنه يبعّد عنك أحوج ما تكون إليه... وإياك ومصادقة الفاجر، فإنه يبيعك بالتافه.. وإياك ومصادقة الكذاب، فإنه كالسراب يقرّب إليك البعيد ويبعّد عليك القريب..."5

 - تحريم المشاركة أو الحضور في مجالس اللهو والباطل: والحث على الحضور والمشاركة في المساجد والشعائر الإسلامية.

 - الحث على التربية الصالحة وتحمّل المسؤولية: فقد حثّ الإسلام وشجّع على التربية: قال تعالى ﴿لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ6.

وحمّل الإسلام الآباء والمربين مسؤولية تربية أبناءهم وفق المنهج الإلهي. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ7.وقال رسول الله: "لأن يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدّق بنصف صاعٍ كل يوم"8. وحدّد صلى الله عليه وآله وسلم هذه التربية بقوله: "حق الولد على الوالد أن يعلّمه الكتابة والسباحة والرمي".

3- ضعف العفة وهيمنة الشهوات:
تقع "العفة" في النقطة المقابلة لـ "شهوة البطن والفرج" وهي عبارة عن حصول حالة للنفس تمتنع بها من غلبة الشهوة، وتحفظها من الميول والشهوات النفسانية، وعلى هذا فالعفة صفة باطنية، وقد ذكر علماء الأخلاق في تعريف العفة أنّها الحدّ الوسط بين الشهوة والخمود. وعلى أي حال فإنّ المستفاد من آيات القرآن الكريم والروايات الإسلامية أنّ العفةمن أعظم الفضائل الأخلاقية والإنسانية، ولا يمكن لأي شخص أن يسير نحو الكمالمن دون التحلّي بها ونجد في حياتنا الدنيوية أنّ كرامة الإنسان وشخصيته وسمعته رهينة بالتحلي بهذه الفضيلة الأخلاقية.9

ولقد تحدّثت الروايات عن أهمية العفة، وجعلت العفيف بمنزلة الملائكة، ووصف العفاف بأنه أفضل من العبادة. روي عن الإمام علي عليه السلام: "أفضل العبادة العفاف"10، وعنه عليه السلام أيضاً : "ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجراً ممن قدر فعف، لكاد العفيف أن يكون ملكاً من الملائكة"11، وعنه عليه السلام: زكاة الجمال العفاف. 12

المطالعة والعلاقة بالكتاب كحل لمشكلة الفراغ

لقد فصّل الإمام الخامنئي الكلام في أهمية المطالعة وأثرها الإيجابي على الفرد والمجتمع، كونها توجّه الإنسان نحو استثمار طاقاته إيجاباً في ما يفيده ويقضي على الفراغ بكل سلبياته وآثاره السيئة:

أهمية المطالعة في الإسلام: إنّ الإسلام يولي أهمية كبرى للكتاب والقراءة والكتابة. وإنّ كلّ منصف إذا ما تأمّل في أحاديث نبيّ الإسلام الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، والأئمة عليهم السلام ، والمسلمين الأوائل، وفكّر في أيّ زمان دعا هؤلاء إلى الكتاب والقراءة، سوف تنجلي عن ذهنه كلّ الخرافات حول الكتاب لأنّ الإسلام حامل لواء المطالعة13.

قيمة العلاقة بالكتاب: الكتاب أمرٌ غاية في الأهمية. بالطبع، إنّني أؤمن كثيراً بالأعمال الفنّية، التصويرية، والتلفزيونية، والسينما، وما شاكل؛ لكن، للكتاب دورٌ خاصٌ، فلا شيء يحلّ محلّ الكتاب.14

المطالعة في مرحلة الصبا والشباب: مرحلة الصِّبا هذه، هي مرحلة جيّدة جدّاً للمطالعة والتعلّم، إنّها بالفعل مرحلة ذهبية لا تُقارن بأيّ مرحلة أخرى.... والحقيقة أنّه يمكن للشابّ بنظري، أن يدرس دروسه، ويطالع، ويمارس الرياضة أيضاً15

ضرورة الارتباط بالكتاب: إنّ الإنسان إذا أراد أن يبقى على الصعيدين المعنوي والثقافي غضّاً ومتجدّداً، فليس له حيلة سوى الارتباط بالكتاب، كالارتباط بنبع سيّال ودائم الجريان، يمدّ الإنسان ـ بشكل منظّم بكلّ جديد.16


1- سورة آل عمران، الآية 164.
2- سورة الفرقان، الآية 70.
3- الواسطي، عيون الحكم والمواعظ،ص238.
4- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج1، ص204.
5- نهج البلاغة، ج4،ص11.
6- سورة آل عمران، الآية 164.
7- سورة التحريم، الآية6.
8- الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج15،195.
9- آية الله ناصر مكارم شيرازي، الأخلاق في القرآن الكريم، ،ج1، بتصرف.
10- لكافي، ج2، ص79.
11- نهج البلاغة، الحكمة 474
12- غرر الحكم، 1989،35
13- الإمام الخامنئي: بتاريخ 21/10/1996م.
14- الإمام الخامنئي، بتاريخ 16/5/1993م.
15- الإمام الخامنئي، بتاريخ 1/7/1992م.
16- الإمام الخامنئي، بتاريخ 28/12/1993م.

13-02-2014 | 17-10 د | 3474 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net