الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
القراءة وأثرها المهدّئ
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم اله الرحمن الرحيم


القراءة تعلم القرّاء أن يفهموا أسباب القيام باختيارات أخلاقية قائمة على المبادئ، قال لويد ألكسندر: لدينا آلات تفكر لنا؛ وليس لدينا آلات لتعاني بدلاً منا. التكنولوجيا لم تجعلنا سحرة، بل جعلتنا مجرد متدربين لدى الحواة. يمكننا أن نضغط زراً لنضيء مدناً ويمكننا أيضاً أن نضغط زراً لنخفي مدناً. وليس هناك، لسوء الحظ، زرا يمكننا أن نضغطه لنريح أنفسنا من الاختيارات الأخلاقية أو ليعطينا الحكمة التي نفهم بها الأخلاقيات بالإضافة الى الاختيارات.

"الكنسدر" ذهب إلى أبعد من ذلك عندما كتب أنه لا توجد آلات تعاني بدلاً منا، إلا أن هناك الأدب الذي يلقي من على كاهلنا التوتر اليومي. للكتب تأثير مهدئ. إنها تنصت لمشاعرنا بحرص وحيادية. على أرض الواقع لا يمكننا الاستمتاع بمثل الحرية التي يقدمها الأدب لنتحرر من التوتر. إذا سايرنا حقا داوفعنا الدفينة، فإن الرضا الذي سننعم به سيفسده الشعور بالذنب أو الخوف من العقاب. إذا واصلنا كبت الدوافع القوية لذواتنا، فسنعاني من صراعات وقلق. بالقراءة، يمكننا أن نحصل على الرضا مرة تلو الأخرى دون الشعور بالذنب أو الخوف أو التهديد من الذات.

يتوجه القارئ للكلمات المطبوعة ليرتاح من التوتر والشعور بالذنب، لكن هناك هدف آخر، وهو البحث عن معرفة ذاتها. القراءة تقدم معلومات وفهماً للحقائق والعلاقات وتقدير القيمة تتعلق بعالم الحاضر والأمس. كما تقدم أيضاً فرصاً للتشارك بلا وعي في أدوار وأحداث لعدد لا محدود من التجارب. هذا الائتلاف بين المعرفة الواعية والحكمة العاطفية المستترة يمكنه أن يقدم للقارئ فهماً عميقاً لاحتياجاته كما يمكن أن يساعده على العثور على حلول جديدة لمشكلاته. في بعض الأحيان، وعند نقطة ما من البحث عن أسلوب حياة ممكن، ربما يجد القارئ نمطاً ينهي بحثه. الكلمات المطبوعة تقدم فهماً عميقاً بأشكال عديدة.

وانطلاقاً من وجهة نظر علم التحليل النفسي، تعلق إيزاييل لويس قائلة: إن اكتشاف وجود آخرين قد واجهوا نفس المصاعب التي واجهناها، يجعلنا ندرك أن الدوافع الجامحة التي نتحكم فيها وتوجد لدينا هذا الشعور بالتوتر، قد سبق الشعور بها وتطويعها من قبل أشخاص آخرين، وهذا يمثل مصدراً للسلوى والشجاعة، والراحة من شعورنا بالذنب. في الأدب نكون قادرين على مواجهة أسوأ مخاوفنا حول أنفسنا واختباره حتى نجد بعض الأمان في تقبل طبيعتنا وطرقاً أفضل للتعامل معها بأقل قدر من الجهد والمعاناة. إن ما يتبع ذلك من فهم عميق يمكن في الأغلب أن يترسب في اللاوعي، إلا أنه يعمل على تقوية وطمأنة النفس الشاعرة بالقلق.

بعد الكثير من القراءات، يمكن أن يؤدي هذا الفهم إلى تراكم بعض المكونات الواعية الكبرى بحيث يستطيع الفرد أن يفهم أكثر عن طبيعته الداخلية ويحدد بوعي حلولاً فعالة لما يواجهه من صراعات.


* من كتاب: كيف تقرأ بكفاءة وفعالية - بتصرّف

02-09-2013 | 12-13 د | 1492 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net