الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
مخاطر الخلط بين العلم والثقافة
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم

من المفيد أن نعمد الى اثارة نقطة حساسة يثيرها دعاة التغريب فى الغالب لتسويغ الدعوة إلى الانسلاخ عن التراث، وهى أننا لا نستطيع أن ناخذ بأسباب العلم والتكنولوجيا الغربية ما لم نأخذ بأسباب الحضارة الغربية قبل ذلك، وما لم نحاول ان نفكر كما يفكر الناس فى الغرب، وان نتصور الاشياء كما يتصورها الناس فى الغرب، وان نعيش فى المجتمع كما يعيش الناس فى الغرب.

إن التمسك بالعلم والصناعة الغربية لا يتيسر لنا الا عندما تتغير افكارنا وتصوراتنا ورؤيتنا للّه والكون والانسان والاشياء، وتتغير اخلاقنا وثقافتنا وحضارتنا باتجاه الاخلاق والثقافة والحضارة الغربية.

وهذا الخلط بين العلم والثقافة هو سبب هذا التضليل كله، ولو شئت ان تكون على يقين مما ذكرنا فاقرأ ما كتبه الدكتور كامل عياد عن (مستقبل الثقافة فى المجتمع العربى).

يقول: (نحن لا يمكننا ان نتقدم فى الصناعة الالية... دون نشر هذه الثقافة "الثقافة الغربية" بين الشعب على اكبر مقياس ممكن).

فلكي يتسنى لنا ان نأخذ بأسباب العلم والمعرفة التجريبية، لا بد لنا، كما يقول هؤلاء، أن نلقي بأنفسنا مرة واحدة فى احضان الحضارة الغربية، فى ما طاب من حضارتهم وفى ما خبث، (وفى خيرها وشرها، وحلوها ومرها، وما يحب فيها وما يكره، وما يحمد فيها وما يعاب)، كما يقول الدكتور طه حسين من غير حياء ولا خجل.

ومن دون هذا التعميم لا نتمكن من ان نأخذ بشى‏ء من اسباب العلم والمعرفة التى تتصل بنا من الغرب. ويقول الدكتور كامل عياد فى الكتاب نفسه: (لا بد لنا من الاعتراف بان تقاليدنا لا تتعارض مع الاقتباس من الثقافة الحديثة السائدة فى الغرب.

وفى الحقيقه اذا تركنا المحافظين فى بعض الاقطار العربية وهى فئة قد اصبحت لحسن الحظ قليلة العدد فإننا لا نجد اليوم بيننا من ينكر ضرورة هذا الاقتباس. وانما هناك فئة تسمي نفسها بالمعتدلة تريد ان يقتصر الاقتباس على محاسن الحضارة الغربية وعلى تلك النواحى من ثقافتها التى تتلاءم مع حضارتنا وتقاليدنا وعاداتنا. ونقطة الضعف فى هذا الرأى الصعوبة فى تحديد الصفات والتقاليد والعادات التى نختص بها، ويجب ان نحافظ عليها، ثم الاختلاف حول المعيار الذى يميز بين المحاسن من المساوى‏ء).

فالكاتب هنا يغتبط أشد الاغتباط ان عدد المحافظين يتناقص، ويسوؤه ان المعتدلين لم يعودوا يدركون حقيقة المشكلة. ان المشكله كلها، عند هؤلاء، هى فقدان المعيار الذى نميز به المحاسن من المساوى‏ء. وعندما يبلغ الامر هذا الحد فمن الخير ان نمضي ولا نعلق.

ولو ان الدعاة الى التغريب كانوا يفصلون بين العلم والثقافة، وبين الحقول التى نجد فيها عجزا وتخلفا والحقول التى نملك فيها غنى وثروة، ونأخذ من الغرب ما نحتاجه نحن من العلم والصناعة، ونرجع الى رصيدنا وتراثنا، فيما أغنانا اللّه تعالى من كنز المعرفة والاخلاق والحضارة والعقيدة والفلسفة والمعرفة، لنصدره لهم... أقول: ولو ان دعاة التغريب كانوا يفصلون بين العلم والثقافة، وبين ما نحتاج اليه وما نستغني عنه، لم نكن ندخل فى شى‏ء من هذه المداخل التى أساءت الى حاضرنا وماضينا وحضارتنا، وأغنونا فيما نحن نحتاج إليه من العلوم والاختصاصات التى نفقدها نحن، من دون ان يفصلونا عن تاريخنا وحضارتنا وماضينا وأصالتنا التاريخية.

لكن الضعف النفسي والهزيمة النفسية فى مواجهة التطور العلمى والتكنولوجي فى الغرب، ادى بنا الى ان نتنكر لأنفسنا ولتراثنا وحضارتنا، وان نرمي بأنفسنا فى أحضان الغرب والشرق من دون أية حسابات وموازنات، ومن دون تقويم وانتقاء وانتقاد، ومن دون ان يكون لنا على الاقل حق النظر فى هذه الحضارة لنقومها ونميز خيرها من شرها.

ويتوارى هؤلاء فى الغالب خلف الكلمات الضبابية فى الاعلان عن حقيقة رأيهم وموقفهم فى هذه المسألة الخطيرة.

وحقيقه الامر أن هؤلاء يشكون فى امكانية الرجوع الى (الاسلام) لفرز الصحيح عن الخطأ، ولانتقاد الحضارة الغربية.

ولنستمع الى الدكتور احمد عبد الرحيم مصطفى فى هذه المقولة: (وبدت صعوبة هذه المشكلة فى انه لم يسهل تحديد ما يتماشى وما لا يتماشى مع الشريعة، اى الاطار القانوني الاسلامي، اذ ان مسايرة العصر اتجاه ضعيف فى الاسلام، على اعتبار انه من الصعب تطوير منهاج ذي اصول إلهية).

ثم يكشف الكاتب حقيقه الموقف وخلفيات هذه الدعوه من دون ستار وبصراحة باسم (قله من المصلحين) فيقول: (واتجهت قلة من المصلحين الى التصريح بأن القوانين الإسلامية مشتقة من بداية التجربة المدنية للعرب، بمعنى انها كانت مجرد استجابة لمتطلبات هذه الفترة الاجتماعية، الامر الذى يستلزم إعادة النظر فيها بحسب الظروف المتغيرة).

هذه هى حقيقة الموقف. إن المواقف الاستسلامية تجاه الحضارة الغربية تستبطن أمرين اثنين، أولهما: الهزيمة النفسية والاحساس بالضعف تجاه الحضارة الغربية، وثانيهما: عدم الايمان برسالة اللّه والشك فى ان هذه الرسالة من اللّه العلي القدير، او الشك فى وجود اللّه تعالى راساً.


* الشيخ محمد مهدي الآصفى – بتصرّف يسير

17-05-2013 | 17-10 د | 2269 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net