الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
المنبر أقدم وسائل التبليغ‏ (حوار مع حجة الإسلام والمسلمين عبد الحميد ينابي)
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

سؤال: ما هو رأيكم بما يعتقده البعض من ضرورة ترك الوسائل القديمة للتبليغ كالمنبر والخطابة بالأخص في هذا العصر حيث التطور العلمي والتكنولوجي وظهور وسائل وأدوات جديدة؟
جواب:
يمكن القول وبالالتفات إلى مقتضيات العصر أن الخطابات ذات الطابع القديم والتقليدي لم تعد مفيدة. لقد كانت تلك الأساليب (القديمة) مفيدة في ذاك الزمان حيث كان الناس يتعلمون أصول وفروع دينهم منها.

في الماضي كان المبلغون هم صوت العلماء والمراجع الكبار حيث ينشرون بخطاباتهم ومواعظهم المعنويات الدينية وجوانب من حياة المعصومين في إنحاء البلاد.
ويجب الاعتراف بإن حركة الشعب الإيراني أثناء الثورة وما تمتع به هذا الشعب من صبر وثبات وجهاد واستقامة، كل ذلك مرهون لعمل العلماء والمبلغين.
لقد تحدث المبلغون وبشكل مسهب حول كربلاء وما تمتع به أصحاب الإمام الحسين عليه السلام من صبر وثبات وصفاء حتى أصبحت هذه الأمور راسخة في نفوس الناس ونحن نعلم أن الإمام الخميني) قد بدأ دعوته من المسجد. لذلك يمكن القول أن كل ما لدينا اليوم هو من تلك المجالس والخطابات والمنابر.
وإذا انتشرت اليوم الوسائل والأساليب الجديدة وكان ينبغي الاستفادة منها إلاأن هذا لا يعني تعطيل الخطابة، فالخطابة تبقى على مكانتها على رغم التطورات التي حصلت.

سؤال: ما هي الأمور التي تعتقد أنها تؤدي إلى موفقية الخطيب الديني؟
جواب:
يجب على الخطيب الديني أن يتحلى ببعض الصفات والأمور الخاصة التي تساهم في موفقيته وهنا نشير إلى أهمها:
1 - ينبغي على المبلغ أن يحمل في داخله همَّ التبليغ الديني، وأن يشعر بأن تبليغ الدين وظيفة ملقاة على عاتقه. فإذا فُقد هذا الاحساس والحرارة، كان المنبر والخطاب غير مفيدين حتى ولو كان متطابقاً من الناحية الفنية مع فنون الخطابة والكلام. الكلام المؤثر هو الذي يخرج من القلب. كان الشهيد دستغيب مخلصاً وكان عندما يتحدث يخرج الكلام من داخل قلبه، لذلك كان كلامه مؤثراً. ينبغي على المنبري أن لا ينظر إلى المنبر باعتباره وظيفة أو شغلاً، بل يجب أن ينظر إليه باعتباره مكاناً يفيض بالمعنويات التي يجب إيصالها للآخرين.

2 - الإخلاص أحد الشروط الأساسية للمنبر والخطابة. ولن يتمكن الشخص من الوصول إلى أي مكان من دون الإخلاص في القول.

3 - ينبغي أن يمتلك المنبري المعلومات اللازمة والضرورية. ويجب أن يكون مطلعاً على علوم الأخلاق، التاريخ، السياسة، أصول العقائد والفلسفة و... حيث يجب أن يدخل ساحة التبليغ مسلحاً بمعلومات متنوعة.

4 - يجب على المنبري أن يعرف مخاطبه فيقدم المعلومات بناءً على استعداداه وموقعه.

5 - ويجب على المنبري أن يتحدث بناءً على احتياجات المخاطب. فإذا كان الخطيب عارفاً بالمخاطبين، يمكنه الإعداد لموضوعات تتناسب معهم، وأما إذا كان الخطيب غير مطلع على المخاطبين. فلا يمكنه الحديث بناءً على معلومات جمعها في وقت سابق، بل يجب أن يعمل جاهداً لتقديم معلومات تكون مفيدة لهم. هنا في هذه النقطة الأخيرة تلعب سعة المعلومات دوراً أساسياً في تشخيص وضع المخاطب وتقديم المناسب من المعلومات.
إن أحد الإشكالات الأساسية التي ابتلي بها بعض الخطباء هو أنهم يتحدثون بناءً على معلومات قد نظموها مسبقاً من دون مراعاة وضع المخاطبين، لا بل قد يظهر بعض الخطباء وكأنه يريد إفهام المخاطبين ما يريد بالقوة، لذلك يجب على الخطيب أن يتحدث بناءً على ذهنية المخاطبين.

6 - التحدث بشكل عادي وطبيعي. قد يكون من المفيد تعلم أساليب الآخرين واللهجات التي ينطقون بها. إلا أنه ينبغي على كل شخص الحديث بأسلوبه وطريقته، وأعتقد أن أحد أسباب توفيقي هو اعتماد هذا الأسلوب.

سؤال: ما هي المواضيع التي يجب الاهتمام بها في الوقت الحاضر بناءً على ما يقتضيه العصر؟
جواب:
أعتقد أن الأولوية في العصر الراهن هي للحديث حول المسائل العقائدية والأخلاقية. طبعاً يجب أن يختلف البحث باختلاف المواقع المختلفة. أما اختيار الموضوع فيجب أن يخضع لوضع المخاطبين حيث يجب مراعاة الطبقات المتنوعة من الطلاب والتلاميذ والمعلمين والأطباء والأشخاص العاديين.
وفي هذا الإطار يجب الإشارة إلى نقطة هامة وهي أن بعض الخطباء يعمدون منذ بداية الخطبة إلى نهايتها في الحديث حول المسائل السياسية، وهنا يجب الإشارة إلى أن توضيح بعض المفاهيم السياسية ضمن الأبحاث الاعتقادية والأخلاقية قد يكون أكثر فائدة على مستوى القبول.

سؤال: إلى أي مدى يجب أن يتدخل الخطيب في تبيين الأوضاع السياسية مع الأخذ بعين الاعتبار وجود أجنحة سياسية متعددة؟

جواب: نحن عندنا سياسة دينية، والسياسة الدينية لا تنفك عن الدين. ومن هنا يجب على المبلغ الديني التعرض للقضايا السياسية وتوضيح طريق الحق للناس. أما النقطة الهامة في هذا المجال هي كيفية الدخول إلى الأبحاث السياسية. يجب التعرض للمسائل السياسية بعد مراعاة الأصول الدينية واتخاذ مواقف نابعة من تلك الأصول. وعند وجود خطوط سياسية متعددة يمكن التحدث عن الطريق الذي سنسلكه وكونه طريق إمام العصر والزمان الذي طلب منا اتباع "رواة أحاديثنا" في زمن الغيبة. وفي الوقت الحاضر يجب ملاحظة إلى أين يذهب علماء ومراجع الدين. ونحن مكلفون باتباعهم من الناحية الدينية. ذلك لأن الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف قال: "فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله". هذا هو طريقنا ونحن لا يمكننا اتباع الألاعيب السياسية الدنيوية.

سؤال: تارة يقف شخص أثناء الخطبة ويبدأ الحديث بما ليس له علاقة له بالموضوع، والهدف إيجاد حالة اضطراب داخل الجلسة. ماذا يجب العمل في هذه الحالة؟ وهل تمتلكون تجربة خاصة؟
جواب:
أعتقد أن هكذا حالات قد حصلت لي. في بداية انتصار الثورة كان بعض المنافقين يحضرون المسجد ويجلسون في أماكن متعددة ويأخذون بطرح أسئلة متفرقة بغية إحراج الخطيب وإخراجه عن الموضوع الأساسي. هنا يجب على الخطيب أن ينتبه جداً حيث لا يجب أن تؤدي مواجهة هكذا حالات إلى الضياع، بل يجب التعامل مع هذه الحالات بهدوء وتقديم إجابات منطقية والطلب من أصحاب الأسئلة تقديم أسئلة منطقية يقبلها العقل. ويمكننا أن نطلب منهم الانتظار حتى انتهاء الخطبة حيث يمكن بعدها الجلوس والحديث فيما أرادوا.

سؤال: قد يلتفت الخطيب إلى أنه قدم معلومات خاطئة بحضور جمع غفير من الناس، ماذا يجب عليه أن يفعل في هذه الحالة؟

جواب: يجب أن يتحدث بصراحة مع الناس ويقول لهم: لقد أخطأت. أتذكر أنني أخطأت عدة مرات، ثم أتيت في اليوم التالي وقلت للناس: إن المعلومات التي ذكرتها بالأمس كانت خاطئة والصحيح هو كذا وكذا.. لا يمكن التهاون أو التساهل في موضوع الدين، وعندما يخطى‏ء الإنسان تصبح ذمته غير برئية. لذلك يجب عليه أن يوضح الخطأ. بعض الأوقات كنت أخطى‏ء تلاوة آية أو رواية، كنت أتمالك نفسي إلى حدود بعيدة، وأخبر الناس بمضمون الآية والرواية ولا أقول لهم الآية أو الرواية على النحو التالي، وذلك إذا كنت غير واثق منها. في العديد من الأحيان كنت أصارح الناس وأقول: نسيت الآية أو الرواية. إن الذين يحضرون خطاباتي يعلمون طريقتي جيداً، فلا يوجد خجل في هكذا أمور. لأن الاعتراف بالخطأ أفضل من قراءة آية بشكل غير صحيح.

سؤال: ما هي الكتب التي توصون الخطباء بمطالعتها؟
جواب:
بداية ينبغي على الخطيب أن يعلم الناس الدين بشكل صحيح. ولذلك يجب عليه مراجعة المصادر الأساسية والصحيحة. وأما أهم المصادر الدينية فهو القرآن الكريم وروايات الأئمة الأطهار عليهم السلام.
طبعاً يجب الالتفات عند مطالعة الروايات إلى صحة سندها، ويجب تعلم هذه الأمور بشكل دقيق لنتمكن من نقلها للآخرين بشكل صحيح. ويجب اختيار المعلومات التي يتمكن المخاطب من إدراكها وتقديمها له. قد نتمكن من ذكر بعض الروايات لمجموعة ولا نتمكن من ذكرها لمجموعة أخرى.
حوار مع حجة الإسلام والمسلمين عبد الحميد ينابي‏

12-04-2013 | 09-27 د | 2908 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net