الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
حق إمام العصر
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تصدير الموضوع: مما ورد في دعاء الإفتتاح: اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِىِّ اَمْرِكَ الْقائِمِ الْمُؤَمَّلِ، وَالْعَدْلِ الْمُنْتَظَرِ، وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَاَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ يا رَبَّ الْعالَمينَ1.

الهدف: التعريف بالمحددات الضرورية التي تعتبر أساس العلاقة مع الإمام المنتظر والتي لا يُعتبر الإنسان مؤدياً لحق إمامه من دونها.

مقدمة
إن الإرتباط بصاحب العصر والزمان في عصر الغيبة له خصائصه وواجباته التي يحرم على المسلم أن يحيد عنها وذلك لكونه إمام العصر الذي نعيش فيه ونحيا ببركة هذا الوجود المبارك لهذا الإمام العظيم، فارتباطنا به يضفي على حياتنا أكثر من البعد العقائدي الذي يربطنا بغيره من الأئمة بل يوجب علينا أن نحدد موقفنا تجاه كافة مجريات الأحداث التي تحيط بنا ونحدد المسار الذي ينبغي أن نسلكه بما يمهد للمهدي دولته ويعجل له سلطانه الذي وعد الله به.

التعرف عليه: وقد بيّن دعاء الإفتتاح الكثير من دوره ومهمته وألقى الضوء على جوانب مختلفة يمكن من خلالها التعرف عليه، فمما ورد مثلاً قوله: "اَللّـهُمَّ اجْعَلْهُ الدّاعِيَ اِلى كِتابِكَ، وَالْقائِمَ بِدينِكَ، اِسْتَخْلِفْهُ في الاَْرْضِ كَما اسْتَخْلَفْتَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِ، مَكِّنْ لَهُ دينَهُ الَّذي ارْتَضَيْتَهُ لَهُ، اَبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ اَمْناً يَعْبُدكَ لا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً، اَللّـهُمَّ اَعِزَّهُ وَاَعْزِزْ بِهِ، وَانْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً، وَاْفتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً، اَللّـهُمَّ اَظْهِرْ بِهِ دينَكَ، وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، حَتّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشَىْء مِنَ الْحَقِّ، مَخافَةَ اَحَد مِنَ الْخَلْقِ"2.

الثبات على بيعته: فإن أصل البيعة للإمام الزمان ضرورة يخرج المرء من دونها من الإسلام فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من مات ولا بيعة عليه مات ميتةٍ جاهلية"3.

وعن أبي جعفر الثاني أي الإمام الجواد عليه السلام، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام: " للقائم منَّا غيبةٌ أمدها طويل،كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقسُ قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة، ثم قال عليه السلام: إن القائم منَّا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة فلذلك تخفى ولادته ويغيب شخصه"4.

وهذه البيعة من الضروري تجديدها حتى لا يغيب عن المرء استحقاقات آثار هذه البيعة كما هو الوارد في دعاء العهد المروي عن الإمام الصادق عليه السلام، وفيه: "اللهم إني أجدِّد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيامي عهدا وعقدا وبيعة له في عنقي لا أحول عنها ولا أزول أبدا... اللهم اجعلني من أنصاره وأعوانه والذَّابِّين عنه والمسارعين إليه في قضاء حوائجه والممتثلين لأوامره والمحامين عنه والسابقين إلى إرادته والمستشهدين بين يديه..."5.

أداء حقه من المال: والمقصود الحقوق المالية التي تجب على المكلف كالخمس والزكاة.، وقد بيّن الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ضرورة أداء هذه الحقوق في أحد تواقيعه المباركة حيث يقول: "ونحن نعهد إليك أيها الولي المخلص المجاهد فينا الظالمين أيدك الله بنصره الذي أيد به السلف من أوليائنا الصالحين، أنه من اتقى ربه من إخوانك في الدين وأخرج مما عليه إلى مستحقيه، كان آمنا من الفتنة المبطلة، ومحنها المظلمة المضلة ومن بخل منهم بما أعاده الله من نعمته على من أمره بصلته، فإنه يكون خاسرا بذلك لأولاه وآخرته"6.

وعن أبي عبد الله الإمام الصادق عليه السلام: "لا تدعوا صِلة آل محمَّد من أموالكم، من كان غنياً فعلى قدرِ غناه، ومن كان فقيراً فعلى قدرِ فقره، ومن أراد أن يقضي الله أهمَّ الحوائج إليه فليصِلْ آل محمَّد وشيعتَهُم بأحوجِ ما يكون إليه من ماله"7. فصلتهم واجبةٌ على الغني والفقير كلٌ بحسب وضعه وإمكاناته، ومن لا يصلهم يخسر دنياه وآخرته.

الإنتظار الإيجابي: الذي ورد في النصوص المباركة أنه أفضل العبادة في عصر الغيبة، والمراد أن يكون المرء مساهماً في تعجيل الفرج من خلال صيانة نفسه وتجهيزها للحظة المرتقبة التي لا يغفل قلبه عنها ولا تحيد عينه أفقها، فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام في بركة هذا الإنتظار: "ليعدّنّ أحدكم لخروج القائم ولو سهماً، فإنَّ الله تعالى إذا علم ذلك من نيته رجوت أن ينسىء في عمره حتى يدركه فيكون من أعوانه وأنصاره"8.

التخلق بمكارم الأخلاق: وهو من أرقى ما يصون المرء به نفسه أن يرفّعها عن كل ما يسيء إليها ويدنسها ويجنح بها عن سواء السبيل، ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنَّ لنا دولةً يجيء الله بها إذا شاء". ثم قال عليه السلام: "من سرَّه أن يكون من أصحاب القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق، وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدّوا وانتظروا هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة"9.

عدم الإنجراف مع التيارات المنحرفة: ورد في وظيفة الأنام "فانتبه إلى نفسك"، ولا تقل: وعلى فرض أنّي أتوب ولكن الناس لا يتوبون فيستمر الإمام عليه السلام في غيبته فذنوب الجميع تؤدي إلى غيبته وتأخّر ظهوره! فأقول: إن كان جميع الخلق سبباً لتأخير ظهوره عليه السلام فالتفت إلى نفسك فلا تكنْ شريكاً معهم في ذلك.

إظهار العلماء لعلمهم في غيبته عجل الله تعالى فرجه الشريف: فإنه من الطبيعي في عصر الغيبة أن يكون للعلماء دور أساس في توجيه الناس وهدايتهم وتزكيتهم، بل لعلهم أكثر الناس مسؤوليةً عن حماية الناس وتحصينهم والحؤول دون إنجرافهم في متاهات الضلالة، فهم أيتام آل محمد الذين غاب عنهم أبوهم الروحي والمعنوي، وفي رواية أخرى عن الإمام العسكري عليه السلام: "لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا عليه السلام من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة، كما يمسك صاحب السفينة سكانها أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل"10.


1- بحار الاوار، ج99، ص228.
2- مصباح المتهجد، ص93.
3- ميزان الحكمة، ج1، ص120.
4- بحار الأنوار، ج51، ص110.
5- بحار الأنوار، ج53، ص95.
6- الإحتجاج، ج2، ص325.
7- بحار الأنوار، ج93، ص216.
8- معجم أحاديث الإمام المهدي، ج4، ص6.
9- بحار الأنوار، ج52، ص140.
10- بحار الأنوار، ج2، ص6.

01-08-2012 | 09-48 د | 2556 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net