الليلة الثالثة: مجلس الوصول إلى كربلاء

القصيدة

يا راحلينَ إلى المنونِ تمهَّلو
هذي الديارُ غدتْ تسحُّ دموعَها
أتُرى يعودُ بِنَا الزمانُ ونلتقي؟
يا راحِلينَ أرى النِّياقَ تسمَّرتْ
ظعنَتْ يظلّلُها الكفيلُ برايَةٍ
في عينِهِ اليُسرى تسيرُ محامِلٌ
إِنْ مالَ مالَ القلْبُ عَنْ خفقانِهِ
عبّـــاسُ ليتَ تراهُ ساعةَ خيلُهمْ
بالنّارِ أحْرقَهُ اللئيمُ وزينبٌ
عثرتْ أمامَ الشِّمْرِ وهْيَ مَروعةٌ
مهما قسى ذاكَ اللعينُ بشَتْمِها
أسفي عليها بَعْدَ فَقْدِ كفيلِه
يبكي عليها الحبلُ وهْوَ يشدُّها

مَنْ للْمدينةِ بعْدكُمْ إِنْ ترْحلوا؟!
وتجرُّ آهاتِ الوَدَاعِ وتسْألُ
أمْ إنَّهُ السفَرُ البعيدُ الأطْوَلُ؟
في أرضِها! أفَهَلْ درتْ ما يحصلُ؟
الكــوْنُ تحتَ جــناحِها يتـظلَّلُ
ويسيرُ في اليُمنى لزينبَ محملُ!
فدنـا عــلى عجـلٍ إليْهِ يُعــدِّلُ
هجَمَتْ على خِيَمِ الرِّسالةِ تُشْعِلُ
خرجتْ أمامَ الظالمينَ تُهْرولُ
فاهتزَّ وادي كربلا يتزلزلُ
لكنَّ شتْمَ الأمِّ لا يُتحمَّلُ!
أضحتْ على عُجْفِ المطايا تُحْمَلُ
ودموعُ ناقَتِها الهزيلةِ تُهمَلُ!


31


(شعبي)
وصلنا كربله يختي
رقية هنانه نزلوهه
واخيام الحرم عباس
والأكبر ينصبوهه
انقبض گلب العقيلة ابساع
من گالوا اسم هالگاع
شافت بالخيال ادموم
وعطش طفلة وگلب مرتاع
شافت چن سكينة اتصيح
يبويه سلّبولي اقناع
واچفوف البطل عباس
ابسيوف النيبة گطعوهه

آه يازينب آه يازينب آه يازينب آه

شافت چنهه خيمة ونار
وصريخ اطفال تتچوه
شبّان اعلى حر ارمال
من الطعنات تتلوّه


32


شافت ثكلى عالجمرات
تحمل بالهِدِم گوّه
تنادي ابصوت ياجسّام
عماتك يضربوهه

آه يازينب آه يازينب آه يازينب آه

تدير العين لَنهه اتشوف
رضيع امن العطش ينحب
على متن الأبو ذبحوه
من دم رگبته يشرب
وساعة اتشوف عالرمضاء
شيب الطاهر اتخضّب
العزيز احسين جثته اهناك
زلم واخيول رضوهه

آه يازينب آه يازينب آه يازينب آه

گامت تحتسب وتگول
يمه زهرة حضريني
مااحمل قهر واهموم


33


وآنه البيّه كافيني
دِنَت من الحبيب احسين
تگله يانظر عيني
هاي الگاع بيهه امصاب
وبيهه اختك يسلبوهه

آه يازينب آه يازينب آه يازينب آه

(أبو ذيّة)

‎الليالي اعليّه بالكلفات خيمات          ‎ولا بگّت إليّه النار خيمات
‎ترا لي ابكربله مو بس خي مات      ‎ گظوا كلهم اخوتي ع الوطيّه

المصيبة

خرج الحسين يقطع المنازل والمراحل ومعه ركبه، حتى وصل إلى كربلاء.

ينقل بعض أرباب المقاتل، أنّ الحسين وركبه، بينما هم يسيرون، إذ وقف جواد الحسين عليه السلام ولم يتحرّك، عندها سأل الحسين عليه السلام عن الأرض التي وقف فيها جواده، فقال له زهير بن القين: إنّ هذه الأرض تسمّى الطفّ، فقال عليه السلام: "فهل لها اسم غيرُه؟" قال: تُعرف بكربلاء، فدمعت عيناه عليه السلام، وقال: "اللهمّ، أعوذ بك


34


من الكرب والبلاء، هاهنا محطّ ركابنا، ومسفك دمائنا، ومحلّ‏ قبورنا، بهذا حدّثني جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم".

كأنّي بالامام الحسين عليه السلام صار يخاطب أخته الحوراء زينب عليها السلام:
خويه يازينب لارض الحزن جينا
حضري ثياب السود البسيهم اعلينه

يم الخدر يختي بهالبقعة مدفننا
وواجب عليّه اوصيچ ياخويه واتمنى

اصبري يبعد الروح ابداعة الزهره امنا
ساعة تشوفينا محزوزة ارگابنا

وعباس من تلگيه امگطّعه ادينه
السهم لتجيسيه متوسّط بعينه

من تنظري جثتي ياخويه مرميه
خايف على گلبچ لاتنظري اليه

داري الخدر خويه وعينچ على ارقيه
امسحي دمعتها من تبچي اعليّه

والليل لو چلچل خايف تجي لينه
واحنه جثث عالگاع بالدما امغسلينه


35


كأنّي بزينب تجيب أخاها:
(لحن الفراق)

تگلله
ها يخويه هي هايه ارض لطفوف
ها يخويه جسمك تگطعه بالسيوف
ها يخويه امن القهر من هسه ماشوف

گللي يحسين شلون اظل للظيم وحدي
گللي يحسين ابقى دمعاتي اعلى خدّي
گللي يحسين احلفك ابهادينا جدّي

خلنه نرجع لارض جدنا ياحبيبي
خلنه نرجع خويه لا تزيّد لهيبي
خلنه نرجع شوفة اعيونك طبيبي

يگلهه

(عاشوري)

خويه لتزيدي آلامي والجروح آه آه          ترا يوم العاشر يخويه يكثر النوح
يزينب من تشوفي النحر مذبوح آه آه        منّي وتشوفي الدمه مسفوح


36


ساعد الله قلب مولاتنا زينب عليها السلام! كيف تحمّلت أخاها الحسين ينعى نفسه بهذه الكلمات؟!

نعم، انكسر قلبها وهي تسمع مولانا الحسين يعدّد مصائب كربلاء، ولكن كيف بها وقد شاهدت كلّ تلك المصائب بأمّ عينها، وهي وحيدة من دون إخوتها؟!

ساعد الله قلبها دخلت الى كربلاء بعزّها ودلالها مع إخوتها وأهلها! ولكن كيف خرجت من كربلاء؟! بأيّة حالة؟!

سيّدي يا صاحب الزمان، هذه عمّتك زينب، وقد أجّجت قلبها ساعة التوديع، وما أصعب توديع الحبيب من على ناقة عجفاء! بأبي وأمّي كأنّي بها والركب يمضي، وهي ترى جسد المولى على صعيد كربلاء تصهره حرارة الشمس، فكيف تودّعه؟! توصي أرض كربلاء بأخيها ونور عينها...

(نعي شعبي)

يا كربله
أوصيك بخويه ابن حيدره
جثته عالترب سليبه معفّره
وإحنه نسوان وسبايا محسره
ما نقدر نظل وياه نغسله
يا كربله


37


كل عشيرة نادت بنسوانها تطلع
وعالمحامل تصعدها وللوطن ترجع
وانا مهمومه وقلبي من الهم تِصدّع
رايده صوت من الاهل يصدح

يا كربله
صعدونا على الجمال غَصبن علينه
مخدرات مدللات ونتستر بگفوف إيدينه
صاح الرجس يتشمت وين الولي خلينه
وگلمن يصد بالعين يصوب لينه...

يا كربله
أمانه حسين عندك أمانه
ارد بالاربعين واطفاله ويانه
نقعد على القبر وننصب عزانه
وزين العباد يقرأ بحزن وعزيه

هذه أمّ المصائب، فارقت أعزّ الأحباب، تركت كربلاء وودّعت إخوتها وتركت في قلبها جروحاً وأسى!

آنه زينب...آنه زينب
كربله راوتني الوان الأسيّة


38


آنه زينب...آنه زينب
تنربط ايدي وأنه بنت الزچية
يا كثر عظم المصاب اللي جرالي
هالأرض فاضت من ادموم الغوالي
كل الاحباب...فوگ لتراب
وبدماهم يحيي دين الله ونبيّه
آنه زينب...آنه زينب
كربله راوتني الوان الأسيّة
شگد عجيبة...يامصيبة
بت نبي الإسلام بسياط اضربوني
شگد عجيبة...يامصيبة
ضنّوا العدوان أذلّ من سلِبّوني
اظن مايدرون أنه الحرّة الأبيّة
والله ماانذل وَابي حامي الحميّة
بس أسيرة...مو كسيرة
أسري شوفة خوّتي فوگ الوطيّة
آنه زينب...آنه زينب
كربله راوتني ألوان الأسيّة


39


(أبو ذيّة)
حرت بنحور اخوتي ياهو اقبله       ومنو بيهم صلاتي ياهو قبله
حرت بأمرين بالطف ياهو قبله        امر الموت لو سبي آل اميه


40