القصيدة:
خطابٌ إلى
المولى بقيّة الله عجل
الله تعالى فرجه الشريف
في الليلةِ الأولى من
محرَّم:
أَيَخْفى عن
مُعَزِّيهِ
المُعزّى؟!
وَمِمَّا في نياطِ
القلبِ حزّا
أتتكَ "الليلةُ
الأولى" وجيعهْ
رَجَعْتُ وأنتَ
تفْقِدُكَ
الطَّليعَهْ
كأنَّكَ بَعْدَ
أحمدَ والوصِيِّ
لدى الزَّهراءِ
بالدَّمْعِ
السَّخِيِّ
على المذبوحِ
صبراً دونَ ماءِ
فلا تنسَ المُحبَّ
مِنَ الدُّعاءِ
لَقَدْ واساكَ
بالدمِعِ السكيبِ
|
فكم هذا على
الأحبابِ عزّا!
محرَّمُ عادَ
مجروحَ الهِلالِ
دعَتْ "اللهُ يَا
حامي الشريعهْ"
ونحرُ السِّبطِ
ينْزِفُ في
الرِّمالِ
وبعْدَ المُجتبى
الحسنِ الزكِيِّ
تنوحُ على
المشرَّدِ
بالعِيالِ
تدورانِ المجالسَ
بالبكاءِ
يضجُّ لديكَ في
هٰذي الليالي
على المرضوضِ ذي
الجسمِ السليبِ |
ويا حُزْناهُ
للشَّيبِ الخضيبِ
أُخفِّفُ ما
بِقلْبِكَ مِنْ
مصيبَهْ
أتصبحُ زينبُ
الحَوْرا سليبَهْ
|
يُطافُ بِرأْسِهِ
فَوقَ العوالي
بآهاتٍ لِعمَّتِكَ
الغريبَهْ
فواألَمِي
لِربّاتِ
الحِجَالِ! |
نعم، هذا الشهر هو شهر
الحزن، شهر المصيبة، شهر
أليم على قلب مولانا صاحب
الزمان، يذكر فيه مصائب
الحسين عليه السلام وأمّ
المصائب زينب عليها
السلام، يبكي بدل الدموع
دما...
(بحر طويل)
يا هلال الحزن
هلّيت
صور مرسومة
بالدلال
يا هلال الحزن
هليت
من اشوفك آنه
اتذگر
واتذگر بعد فجعة
وقلبي انشطر نصين
|
ولونك مظلم قبالي
أشوفه بجمرة
اهلالي
ريتك ترحل
بهالحين
من جاله الشمر
لحسين
من طاحت كفوف
الإيدين
اشوفه بجمرة
اهلالي |
لك كلّ العزاء سيدي، أين
أنت في هذه الليلة؟! لا
بدّ أنّك مولاي عند قبر
جدِّك الحسين، تذرف دموع
الآهات، دموع الحنين،
دموع الحسرة لطلب الثار...
(لحن الفراق)
بقبر الحسين
بقبر الحسين |
يجري الدموع
الغزيره
يذكره الفاقد
نصيره |
بقبر الحسـين
هالله هالله
هالله هالله
هالله هالله
|
يغفى عد بدر
العشيره
يندب المهدي
بونينه
هذا جدي مقطعينه
يمتى اداوي جبينه |
(أبو ذيّة)
هلّ هلال شهر حسين
بسماي
حسيني وينعرف هالشهر
بسماي
راد حسين من الناس
بسماي
انمنع وتروّه من كاس
المنيّه
المصيبة
عذراً سيّدي ومولاي
يا صاحب الزمان،
فذنوبنا تؤخّر ظهورك
وتزيد من غربتك
ومظلوميّتك، تؤخّرك
عن طلب ثأر جدّك
الحسين عليه السلام
الذي تندبه صباحاً
ومساءً في زيارة
الناحية المقدّسة
مخاطباً إيّاه: "فلئن
أخرّتني الدهور،
وعاقني عن نصرك
المقدور، ولم أكن لمن
حاربك محارباً، ولمن
نصب لك العداوة
مناصباً، فلأندبنّك
صباحاً ومساءً،
ولأبكينّ عليك بدل
الدموع دماً، حسرةً
عليك، وتأسفاً كما
دهاك، وتلهفاً حتى
أموت بلوعة المصاب
وغصّة الاكتياب".
مولاي، كربلاء حاضرة
معك صباحاً ومساءً،
مشهد الإمام الحسين
وهو طريح على رمضاء
كربلاء، عريان، سليب،
محزوز النحر، لا
يفارقك...
مشهد الخيام المحروقة،
الأطفال يتصارخون
ويتراكضون وينادون:
عمّه زينب، أين والدي؟
أين أخي؟ أين عمّي
العبّاس؟
وأكثر ما يؤلم قلبك
تلك المرأة الصابرة
المحتسبة، بطلة
كربلاء، التي تحمّلت
ألام الفراق في
كربلاء، وآلام السبي...
سلام الله على قلبك
مولاتي!
كأنّي بالإمام المهديّ
عجل الله تعالى فرجه
الشريف يزور عمّته
زينب عليها السلام،
يقف عند قبرها،
يتذكّر المصائب التي
مرّت عليها، ويبكي!
(خلّي) قلبك مع
الإمام في بلاد الشام،
لندخل معه إلى ضريح
مولاتنا زينب عليها
السلام!
(لحن يمّه أنا زينب
عد من تخلّيني)
عمّه، أنا المهدي،
آلامِچ آلامي
واللّي جره ابحالك،
چن صار جدّامي
لو ذكرت متنچ، تحرقني
اعظامي
ضربوچ يا زينب، وانه
اجري حسرات
يا عمّه يا عمّه، يا
عمّتي زينب
عذريني يا زينب، لو
ما چنت موجود
عالناقه من صحتي،
اشچم طفل مفقود
قتلوا هلي ومالي بس
نخوة الموعود
يالمهدي أدركني،
ودوني للشامات
يا عمّه يا عمّه، يا
عمّتي زينب
يا مولاي، ليتك تراها
يوم عادت إلى كربلاء
في العشرين من صفر،
آه لقلبك يا زينب!
كيف تحمّلت فراق
كربلاء، وفيه أجساد
إخوتك وأبنائك وكلّ
عزيز على قلبك؟!
نعم، ففي يوم
الأربعين عاد ركب
السبايا إلى كربلاء...
تخيّل بعين القلب حال
زينب، وصلت إلى الأرض
التي تركت فيها
الحسين مذبوحاً! أي
واإماماه! والعبّاس
مقطوع الكفّين،
والسهم نابت بالعين!
ما غابت هذه المشاهد
عن عينيها، وهي الآن
تشمّ رائحة الأحبّة...
يُروى أنّه لمّا دنا
منها الإمام زين
العابدين عليه السلام،
قالت: خذ بيدي، فلقد
غشي على بصري، أصبحت
لا أرى، دلّني على
قبر أخي!
أخذ السجاد عليه
السلام بيدها، أقبل
بها إلى قبر الحسين
عليه السلام، وَضَعَت
يديها على القبر،
ونادت: واحسيّناه!
واحسيّناه!
أخي حسين، هل غسّلوك
أم كفّنوك أم بغير
كفنٍ دفنوك؟! وجعلت
تبثّه شكواها:
(طور العكراوي)
خويه اجيتك آنه وشوف
حالي آه آه آه
گوم لي يا عزّي
ودلالي
خويه شلون تخلّيني
بغير والي آه آه آه
ما تدري من بعدك
اشجرالي
آه يا خويه آه يا
خويه آه يا خويه آه
يخويه اگعد وشوف شصار
بيه آه آه آه
أختك رحت مگيوده
سبيّه
خويه ولاتناشدني عن
فعل اميّة آه آه آه
روّعونا وشعلوا
النيران بيّه
وتراهي اعلى راسك
ماتت رقيّة آه آه آه
(أبو ذيّة)
أنا ضعت وتحيّرت
يحسين بعداك
وتمّنيت الفنا بعد يا
خوي بعداك
والله ما ريد العمر
يحسين بعداك
عمت عيني ولا شوفك
عالوطيّه
(ويمكن إضافة بعض هذه
الأبيات)
زينب عليها السلام
أخذها الحنين لأخيها
الحسين عليه السلام،
كأنّي بها
راحت تخاطبه بهذه
الكلمات:
مشتاقة بعد مَرة
واتسامر أنا
وانته
اتذكر ليالي هواي
تمسك بيديّ كل
ليله
واذا عيني غفت يا
حسين
كنّك فاطمه أُمك
كبرت ويّاك يا
خويه
يوميّة أصد وادعي
يا سلوة أهلي
كلها
شلون تغمض عيونك
يتيمه من صغر
سنّي
ومن طاح الأبو
حيدر
تدلّلني تعزّزني
وعقب عينك أتيسّر |
أضمّك خويه
لأحضاني
يا فرحه عمري
واحزاني
يمّي لا تفارقني
عن أمّي تسليني
اشوفك تمسح جبيني
يا فرحة عمري
واحزاني
وانت قبالي تلالي
ربّي يحفظ الغالي
يا نجم سهيلي
العالي
يا فرحة عمري
واحزاني
وانه بيتمي
تأذّيت
ابويه انته
تمنّيت
أميرة بظلك ظلّيت
يا فرحة عمري واحزاني |
ثمّ التفتت زينب عليها
السلام إلى النساء:
نادت يا الحرم گومن
مشنَّه
لعند لي تكفّلنا من اهلنا
نريده يگوم ويردنا لوطنّا
ما هو لي جابنا وبينا
تكفّل
أقبلت الحوراء مع النساء
إلى قبر أبي الفضل، جلست
عنده، نادت:
(لحن الفراق)
خويه عباس
اناجيتك هالمسيّة
خويه عباس
خويه اگعد رد عليّه
خويه عباس
شوف خويه شصار بيّه
جبت الايتام وحرم وعيال
النبي
جبت الايتام اگعد وشوف
العبي
جبت الايتام مترّبه من
السبي
يابو الاحساس احچي لو
اخفي شجوني
يابو الاحساس ردتك تشاهد
عيوني
يابو الاحساس واثر السياط
بمتوني
كأنّي بالعبّاس عليه
السلام يجيبها:
يگلها خويه لا تعتبي
يا عقيله
يگلها خويه امصيبتچ والله
ثجيله
يگلها خويه برگبتچ صارت
العيله
مو بديّه خويه كلّ الصار
بيكم
مو بديّه ومگدر احضركم
واجيكم
مو بديّه وأشهره سيفي
واحميكم
(عاشوري)
الگلب لتلومه لو ذاب
بحنينه آه آه
تراهو يندب بو الفضل حامي
الضعينة
يويلي ومن گطعوا يساره
ويمينه آه آه
شحال گلب السبط من يسمع
ونينه
انحنه ظهره عالعضيد وزاد
العتاب آه آه
وزينب تشوفه بياوضع نايم
عالتراب
ظلّت تصيح بصوت مااعظم
هالمصاب آه آه
لا طال بعدك هالعمر
يااغلى الاحباب
(أبو ذيّة)
راعي الثار ما يظهر علامه
وينشر للدّنا نوره علامه
درى بمتون عمّاته علامه
بضرب سياط زجر وجور اميّه
بالأمس كانوا معي واليوم
قد رحلوا
وخلّفوا في سويدا القلب
نيرانا
نذراً عليّ لئن عادوا وإن
رجعوا
لأزرعنّ طريق الطفِّ
ريحانا
|