القصيدة
"واضَيْعتي"
بَعْدَ سَهْمِ
العينِ يَا عضُدي
إِنْ شابَ رأسي
فلا ما عُدتَ
تعرِفُني
أنا أخوكَ حُسينٌ
بنُ فاطِمةٍ
الآنَ شِمْرٌ دعا
دُورُوا
بِعَسْكَرِ
والآنَ نادى
بِهِمْ قوموا
لِنذْبَحَهُ
قُمْ يَا أبَا
الفضلِ وانظُر
للحسينِ غدا
ما بَيْنَ نارينِ
أَنْ أمضي وأنتَ
هُنا
أوْ أَنْ أظلَّ
إذَنْ تُسْلب
عقيلتُنا
عبّاس إِنْ سألتْ
ماذا أجاوبُها
وهل أقولُ بِأنَّ
العينَ أطْفَأَها
وأنَّهُمْ
قَطَعوا منهُ
اليدينِ لذا الـ
بينا الحسينُ لدى
العبّاس يندبهُ
أليومَ يُلطَمُ
مِثلي خدُّ
زينَبِكُمْ
|
يَا واحِدَ الجيشِ
يَا ذُخري
ومُعتَمدي
واحدَودَبَ
الظَّهْرُ مِنْ
رُزئي ومِنْ
كمَدي
فارقتَنِي كفراقِ
الرُّوحِ للجسَدِ
يدري بِقَتْلِكَ
آلَ الشَّمْلُ
للْبدَدِ
يدري بِأنَّكَ
يَا بنَ المُرتضى
مددي
بِـــلا أبي
الفضلِ فرداً
دونَما سنَدِ
تبقى تبضِّعُكَ
الأعدا إلى قِدَدِ
وهْيَ الوحيدَةُ
في جيشٍ بلا عددِ
أهَلْ أقولُ مضى
العبّاس لِلْأبدِ؟
مُثَلَّثٌ
نَفْسُهُ تُرمى
بِهِ كَبِدي؟
جمّالُ يقطعُ يَا
بِنتَ الكِرامِ
يَدي؟
إِذْ فاطمٌ أقبلتْ
تدعوه "واولدي"
واليومَ تُسْحَبُ
بِالأغلالِ
والصُفُدِ |
وأنتَ فَوقَ
القنا يَا ليتَ
تنظُرها
إِنْ لوَّحَ
الرُّمْحَ شِمْرٌ
كَيْ يُعذِّبَها
لا غروَ إِنْ
يبكِكَ المظلومُ
مُنتحِباً |
بالسَّوطِ مِنْ
بلدٍ تُسبى إلى
بلَدِ
تسقطْ على الأرضِ
مفضوخاً مِنَ
العَمَدِ!
(فما بكى أسدٌ
إلّا على أسدِ) |
(شعبي)
خويه يبو الغيرة يالكافل
اضعوني
عگبك يبعد الروح عدواني
يسبوني
گوم ارفع الراية لا تبقى
مرمية
ضعن اليتامى اهناك ينطر
محاميه
لطفال والرضعان منتظرة
المية
كلهم يراعي الجود عنك
ينشدوني
ظليت أجري آهات لمن
ينادوني
وين البطل عبّاس تهمل دمه
عيوني
جيتك واريد انخاك رد
للخيم وياي
شو ماترد اجواب يااغلى من
عيناي
ماريد أظل هاليوم وحدي
بقهر دنياي
متنطرين اعداي باچر
يأسروني
أنت وأبو اسكينه ماظن
تحضروني
لمن شمر بالسوط يضربني
بمتوني
(أبو ذيّة)
سهم جودك كطع بينه وعينك
يخويه من الخيم أنضر
وعينك
وأريد جـفـوفي اوديـلك
وعينك
وبدل عينـك اخذ عـيني
هديه
المصيبة
"السَّلامُ عَلَيكَ
أيَّها العَبـدُ الصالِحِ
المُطيعُ لله ولرسُولِهِ
ولأَميرِ المؤمِنين
والحَسَن والحُسـينِ
صَلّـى اللهُ عَلَيهم
وسَلَّم، السلامُ عليكَ
ورَحَمَةُ اللهِ
وَبركاتُهُ ومَغفرَتُهُ
ورضوانُهُ وعلى رُوحِك
وبَدَنِكَ"
كانت للعبّاس عليه السلام
منزلة خاصّة عند أمير
المؤمنين عليه السلام،
وعند الإمام الحسين عليه
السلام وعند السيّدة زينب
عليها السلام، وفي الآخرة
له منزلة يغبطه عليها
جميع الشهداء، كما يعبّر
الإمام زين العابدين عليه
السلام: "رحم الله عمّي
العبّاس، فقد آثر وأبلى
وفدى أخاه الحسين بنفسه
حتى قطعت يداه، وإنّ
لعمّي العبّاس منزلة يوم
القيامة، يغبطه عليها
جميع الشهداء والصدّيقين.
وكيف لا يكون كذلك، وهو
الموصى من والده أمير
المؤمنين بأن يفدي الحسين
بنفسه، وأن يكون الكافل
لزينب عليها السلام.
كيف لا يكون كذلك، وهو
الموصى من مولاتنا أمّ
البنين بكفالة زينب عليها
السلام...
نعم، لمّا دنت الوفاة من
أمير المؤمنين عليه
السلام راح يوصي بوصاياه،
أوصى الحسن، أوصى الحسين...
ثم نادى ولده العبّاس
عليه السلام: "بنيّ،
إليّ إليّ"، ثم صاح:
"بنيّة زينب إليّ إليّ"،
أخذ يمين الحوراء في يمين
العبّاس، ثم التفت إليه،
وقال: "بني عبّاس، هذه
وديعتي عندك".
(لحن لفى عاشور، تغريد
حزين، يا جبريل نترجاك)
خل عينك على زينب
لو نزلت طفوف حسين
أمانة يبني يا عبّاس
خليها بجفون العين
حيدر يوصي العبّاس
وجفنه بمدمعه سايل
الوديعة بشيمتك يبني
خلها يا أبو فاضل
أمانة بيها وصّيتك
وانت لزينب الكافل
كفو انت بيوم الطف
يبو الغيره أعِرْفَك زين
يگله زينب بعيني وبالطف
ليها ٱنا خيّال
أخليها برموش العين
وما ينشاف اليها خيال
أموت آنه إذا خيتي
عالخدين دمعها سال
ما دام النفس بيّه
أفديها بچفوف وعين
وكأني بزينب، يدها في يد
العبّاس
يگلها
قرِّي العين يا زينب
سبع الگنطرة موجود
بالطف كافلك انه
وحق حيدر انا الموعود
أسگي الماي للاطفال
العلم بيدي وبيدي الجود
لكن يختي اعذريني
لو مني انگطع چفين
ولكن لهفى نفسي للعبّاس!
يا أمير المؤمنين، ليتك
كنت حاضراً يوم العاشر من
المحرم!
كأني بالعبّاس لمّا رأى
كثرة القتلى من أهله، وقد
استشهد الأصحاب والإخوة
والأبناء، وبقي الحسين
عليه السلام وحيداً، لا
ناصر له ولا معين،
والأطفال تنادي: "العطش
العطش"، ما تحمّل
مولانا العبّاس صرخاتهم, لذا تقدّم من أخيه الحسين
عليه السلام، يستأذنه في
النزول إلى الميدان، ألحّ
على أخيه الحسين أن يسمح
له بالبراز، والإمام
الحسين عليه السلام يجيبه:
"يا أخي، أنت صاحب
لوائي، فإذا مضيت تفرّق
عسكري"، ولكن أمام
إصرار العبّاس، أجابه
الإمام الحسين: "إن
كان لا بدّ من النزول،
فاطلب لهؤلاء الأطفال
قليلاً من الماء".
ركب العبّاس عليه السلام
فرسه، وأخذ القربة، وقصد
نحو الفرات، فأحاط به من
كانوا موكلين بالفرات
ورموه بالنبال، فحمل
عليهم العبّاس وقتل منهم
مقتلة عظيمة، ذكّرهم
بحملات أبيه أمير
المؤمنين عليه السلام،
وفرّقهم عن الماء، ثمّ
دخل الماء، مدّ يده إلى
الماء، لمّا أحسّ ببرودة
الماء، تذكّر عطش أخيه
الحسين، رمى الماء من يده،
وجعل يقول:
يَا نَفْسُ مِنْ بَعْدِ
الحُسَينِ هوني
وبعده لا كنتِ أو تكوني
هَذا حُسَيْنٌ وَارِدُ
المَنُونِ
وتشربين بارد المعين
تَاللهِ مَا هَذَا فِعَالَ
دِينِي
ولا فعال صادق اليقين
ثمّ ملأ القربة وحملها
على كتفه، وخرج من
المشرعة، فاستقبلته
الكتائب، وصاح ابن سعد:
اقطعوا عليه طريقه، ثمّ
حمل عمر بن سعد، وقال:
ويلكم ارشقوا القربة
بالنبل؛ فوالله، لئن وصل
الماء إلى مخيّم الحسين
لأفناكم عن آخركم؛
فتكاثروا عليه، وأحاطوا
به من كلّ جانب فحاربهم
محاربة الأبطال، وهو يقول:
لا أَرْهَبُ المَوْتَ
إِذَا المَوْتُ زَقَا
حَتَّى أُوَارَى فِي
المَصَالِيتِ لِقَا
نَفْسِي لِسِبْطِ
المُصْطَفَى الطُّهْرِ
وِقَا
إِنِّي أَنَا العبّاس
أَغْدُوا بِالسِّقَا
وَلا أَخَافُ الشَرَّ
يَوْمَ المُلْتَقَى
فكمن له زيد بن ورقاء من
وراء نخلة، وأعانه حكيم
بن الطفيل، فضربه على
يمينه فبراها، فأخذ السيف
بشماله، وهو يرتجز:
واللهِ إِنْ قَطَعْتُمُ
يَمِينِي
إِنِّي أُحَامِي أَبَداً
عَنْ دِينِي
وَعَنْ إِمَامٍ صَادِق
اليَقِينِ
نَجْلِ النَّبِيِّ
الطَّاهِرِ الأَمِينِ
فقاتل حتّى ضعُف عن
القتال، فكمن له الحكيم
بن الطفيل من وراء نخلة،
فضربه على شماله، فقال:
يَا نَفْسُ لَا تَخْشَيْ
مِنَ الكُفَّارِ
واستبشري برحمة الجبّارِ
قد قطعوا ببغيهم يساري
فأصلهم يا ربُّ حرَّ
النارِ
فحمل القربة بأسنانه، وكلّ
همّه أن يوصل الماء إلى
المخيّم، بينما هو كذلك
جاء سهم فأصاب القربة
وأريق ماؤها، ثمّ جاء سهم
آخر فأصاب صدره، وآخر وقع
في عينه، وبينما العبّاس
كذلك، لا يدان فيقاتل
بهما، ولا ماء فيأتي به
إلى المخيم، وقف حائراً،
وإذا بلعين جاء إليه
وضربه بعمود على رأسه،
ففلق هامته، وسقط إلى
الأرض منادياً: "أخي
أبا عبد الله، أدركني!"
تعنّى من الخيم للعلقمي
حسين
يصيح بصوت يا عضيدي وقعت
وين
بعد ما شوف دربي يا ضوى
العين
يخويه الكون كله بعيني
اظلم
يخويه بيا كتر طاحن زنودك
يخويه العلم وينه ووين
جودك
يبو فاضل زماني هم يعودك
وشملي اللي تشتت بيك يلتم
فجاءه الحسين كالصقر،
ولسانه يلهج بذكر العبّاس!
ولمّا وصل إليه رآه صريعاً
على شاطئ الفرات مقطوع
اليدين مرضوض الجبين،
السهم نابت في العين،
نادى: "الآن انكسر
ظهري، وقلّت حيلتي، وشمُت
بي عدوّي!"
تخوصر يم عضيده وصاح ويلي
يشمس نهاري ويا بدر ليلي
يبو فاضل يخويه اقطعت
حيلي
طود الصبر من بعدك تهدّم
آه آه واعبّاساه!
يخويه انكسر ظهري ولا
اگدر اگوم
وصرت مركز يخويه لكلّ
الهموم
والله يخويه استوحدوني
عگبک الگوم
ولا واحد عليّ بعد ينغرّ
أيّها الموالي، انتقل
بقلبك الى كربلاء عندما
وصل الحسين عليه السلام
إلى مصرع العبّاس، كيف
وجده؟!
وجده يتخبّط بدمه، جلس
عنده، أخذ رأسه وضعه في
حجره، أعاد العبّاس رأسه
إلى التراب، فأرجعه
الحسين، فأعاده العبّاس
ثانية، وفي الثالثة قال
الحسين عليه السلام: "أخي
عبّاس، لِمَ لا تضع رأسك
في حجري؟".
قال: أخي يا نور عيني،
أنت الآن جئتني وأخذت
برأسي، ولكن بعد ساعة أخي
من يرفع رأسك عن التراب؟!
يخويه من يغمّضلك اعيونك
ويا هواللي يقف يحسين
دونك
على افراگي يخويه انخطف
لونك
وتظل بعدي يبو سكنه محير
أخي حسين لي عندك طلب (لسان
حال العبّاس)
(فايزي)
ياحسين سلّملي على الحرّة
الحزينه
قلها وقع راعي العلم لا
ترتجينه
قلها قطعوا كفوفه وصوّبوا
بالسهم عينه
وراسه بعمد ياختي على
الشاطي مهشمينه
من سمع هالجمله منّه حسين
سالت دمعته
فتح عينه وشاف اخوه وشال
راسه وأخره
خوي انت تشيل راسي ودمعك
عليه تسيله
وبعد ساعه لو طحت منهو
لعد راسك يشيله
(عاشوري)
ياخويه حسين خليني بمكاني
آه آه قلّه ليش يازهرة
زماني
يقلا واعدت سكنه تراني
آه آه وبالماي والموت نزل
بيّه
أعظم الله أجوركم، ثمّ
فاضت روح أبي الفضل بين
يدي أخيه الحسين! رحم
الله من نادى: واعبّاساه!
ساعد الله قلبك أبا عبد
الله، الآن اصبح وحيداً،
ترك العبّاس على شاطىء
العلقمي، ورجع إلى مخيّمه
منكسراً حزيناً باكياً
يكفكف دموعه بكمّه، وقد
تدافع الأعداء على مخيّمه،
فنادى: أما من مغيث
يغيثنا؟! أما من مجير
يجيرنا؟! أما من طالب حقّ
فينصرنا؟! أما من خائف من
النّار فيذبّ عن حرمنا؟!
فأقبلت إليه سكينة،
وسألته عن عمّها، فقال
لها: عظّم الله لك الأجر
بعمّك العبّاس، فصرخت
ونادت: واعمّاه واعبّاساه،
فسمعتها العقيلة زينب
فخرجت وهي تنادي: واأخاه
واعبّاساه واضيعتاه بعدك
يا أبا الفضل، فقال
الحسين: إي والله،
واضيعتاه، وانقطاع ظهراه
بعدك أبا الفضل!
ويلي
رد امـــــن النهـــــر
والگـــامه محنیه
یبـــــچي والســـمه
حـــــن البواچیه
یـــــا عبّاس یـا خویه
اگطعت بيه
مـــــا تنــسد
یـــــخویه فیتك اعلیه
وأرادت الحوراء زينب أن
تذهب إلى مصرع أخيها
العبّاس، فقال لها الحسين:
أخيّة ارجعي، لا تشمتي
بنا الأعداء، قالت: يابن
أمّي، لا تلمني إنّ مصاب
أخي العبّاس قد قطّع نياط
قلبي، ولم أستطع صبرا...
لذلك ليلة الحادي عشر من
المحرم، لمّا توجّهت زينب
عليها السلام إلى المشرعة،
صارت تنادي وا أخاه وا
عبّاساه، ولمّا وصلت إليه
صارت تشكو إليه مصابها...
من نامت عيون
عداي
اشكيلك عظم بلواي
يصعب عالأخت
اخوهه
يطلعُوها عجف
النياق
بطور الفاگدة
انعي
من بيت الوحي
اطلع
من أمشي بين اهلي
لكن كربله خلّت
أطالب حگ الخوه
|
إجيت لمصرعك
عبّاس
وانه وحدي بِلا
حراس
يراها بولية
الارجاس
وتدير العين
وتصيح الآه
واشكي غربة
الأيام
وخيالي ما تصد
اوهام
مهيوبه أبد ما
انضام
احوالي أنين وآه
ودمعي من الجفن
سايل |
ترضى يا عزيز أختك
جنبي من الضرب مايل
واذا هلّت حُمر العيون
يصيحوا بصوت يبوفاضل
يريدوا يلوعوا گلبي
بسهم فرگه وحنين وآه
نور عيني يا عبّاس، أنت
تدري غداً يأخذوننا سبايا،
وأبي أوصاك بي، أنت كافلي،
لمن تتركنا؟!
يا كفيلي
يالْ علي موصيك بينا
يا كفيلي
ارحم دموعي الحزينة
يا كفيلي
قوم ورجعنا المدينة
يا إخوتي
باچر إلمن تِسلِموني
يا إخوتي
مِن تغيبوا يأسروني
يا إخوتي
شمر يهشملي متوني
لسان حال العبّاس يجيبها:
يا بت حيدر
هذي أرض الغاضريّة
يا بت حيدر
طوّقونا بكل رزيّة
يا بت حيدر
صعبة خالفلك وصيّة
(عاشوري)
يا عبّاس لا تنسَ الوصيّة
آه آه ترى حيدر والدك
وصّاك بيّه
عجب هاليوم ما اتحامي
عليّه
آه آه نايم عالترب وانا
سبيّة
(أبو ذيّة)
بعدكم يخوتي ماظل إلي دار
الدهر بهمومه عاين لي
والي دار
بعينه من وگع عبّاس إلي
دار
من شال الشمر سوطه عليّه
ظمآن ذاب فؤاده من غلّة
لو مسّت الصخر الأصمّ
لذابا
|